زينة الحياة وضمانات الاستقامة
من الإطار العام :
إن من مظاهر اعجاز القرآن الحكيم ، ان آياته الكريمة تتبع عدة خطوط متوازية ومتناسبة ، تتظافر على توجيه فكر الإنسان الى قضية جوهرية معينة. فالسورة الواحدة من القرآن تتحدث عن عدة أمور تبدو متباعدة ، ولكنها آخر الأمر تصل الى هدف واحد ، أو عدة أهداف محددة ومترابطة.
وفي سورة الكهف ، وكما اكدنا على ذلك في بدايتها ، نجد ان الموضوع الرئيسي فيها هو علاقة الإنسان بالحياة الدنيا ، وموقفه من زينة الأرض ومتاع الغرور وهي أشياء زائلة ، إذ أن يد القدرة المطلقة وهي يد الله سوف تمسح زينة الحياة ، وتدع الأرض صعيدا جرزا في لحظة واحدة.
ولذلك فأن على الإنسان الا يربط علاقته بهذه الزينة ربطا متينا ، بل تكون العلاقة المتينة مع الله رب هذه الحياة ورب هذه الأرض ، وتكون علاقته بزينة الحياة علاقة فوقية يتملكها دون ان تتملكه.