إنك لن تستطيع معي صبرا
هدى من الآيات :
من مظاهر اعجاز القرآن الحكيم ، ان آياته تتحدث عن أشياء عديدة في وقت واحد ، فالآية الواحدة مثال لقدرة الله في الكون ، ولعلم الله بالأمور ، وهي تبين مختلف الابعاد للحقيقة الواحدة ، أو مختلف الحقائق للحياة.
وسورة الكهف إذ تحدثنا عن علاقة الإنسان بالحياة ، فانها تحدثنا أيضا عن علم الإنسان ، وقد يبدو هذان الأمران في هذه السورة غير منسجمين أو حتى مختلفين ، بينما الحقيقة هي ان علاقة الإنسان بزينة الحياة الدنيا وموقفه السليم منها ، ينشأ عن علم الإنسان بحقيقة الدنيا ، فلو عرف الإنسان ظاهرا من الحياة فقط استبد به الغرور ، وزعم بأن هذا الظاهر الذي يراه هو الحقيقة ، بينما لو تعمق قليلا ووصل الى جوهر الحياة الدنيا لعرف مدى تبدلها وتغيّرها ، وان مخبرها غير ظاهرها ، ولذلك جاء في الحديث : «الدنيا تغرّ وتضرّ وتمرّ»
وجاء أيضا : «كل ما في الدنيا ان تسمعه خير من أن تراه»