ذلِكَ تَأْوِيلُ ما لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْراً
هدى من الآيات :
كنا مع خضر وهو يعلم موسى علما عمليا ، ويدر به على فهم الحياة ، وتحمل مصاعبها ، وتدبّر عواقب أحداثها ، ورأينا كيف أن موسى كان ليتفجر غضبا كلما رأى عملا يتنافى مع مظاهر الشريعة ، الى ان قال خضر لموسى : «هذا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ» ولكني سأفسّر لك ـ قبل الفراق ـ تلك القضايا التي كانت غامضة عليك ، وأخذ يفسرها الواحدة تلو الاخرى.
يتبين لنا من ذلك ان بعض الأحكام التي يأمر الله بها أنبياءه الكرام مختلفة عن الأحكام العامة التي يأمر بها الناس العاديين ، فلقد كانت السفينة ذات ملكية خاصة ، واحترام الملكية واجب ، الا ان علم خضر المستمد من الله بوجود ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا ، ان ذلك العلم دفعه وبأمر من الله الى خرق السفينة ، لكي تبقى بيد أصحابها المساكين إذ كان الملك لا يأخذ السفن المعيبة.
وكذلك يجب احترام النفس ، ولكن احترام النفس محدود بعدم وقوع ضررها