الموقف السليم من السلطة
هدى من الآيات :
في سياق الحديث القرآني عن موقف الإنسان من زينة الحياة الدنيا ، تتناول هذه الآيات الموقف السليم من شهوة التسلط ، والتي هي أكثر إثارة وأشد جاذبية من أية زينة أخرى في الحياة الدنيا ، وضرب الله لنا مثلا من ذي القرنين الذي كان في العهود السالفة ، والذي لا نعلم بالضبط فيما إذا كان هو الإسكندر المقدوني الذي فتح كثيرا من بلاد العالم انطلاقا من اليونان أو هو ملك من حمير ، أو هو الملك الفارسي كورش الأول ـ كما تؤكده الدراسات الحديثة ـ أو هو رجل آخر لم يذكر التاريخ لنا المزيد من قصصه ، سواء كان هذا أو ذاك فلقد كان رجلا صالحا ، لم تخدعه بهارج السلطة ، ولم تخرجه الزعامة والسيطرة عن حدود الشرع ، وفي هذه القصة يذكرنا القرآن بعدة حقائق منها :
أولا : أن ما حصل لذي القرنين من سلطة ، إنما كان بسبب منه وسبب من الله ، أما السبب الذي كان منه فهو : إتباع هدى الله ، والاستفادة من الإمكانات المتوفرة في الطبيعة ، وأما السبب الذي كان من الله : فقد علمه الله طريق الحياة وسننها ،