لو تحوّل الماء الموجود فوق الكرة الأرضية الى حبر لكتابة آيات علم الله وقدرته وحكمته ، وآثار فضله ونعمته ، لجفّ هذا البحر ولما يكتب الا النزر اليسر منها.
ترى أنهم في مجال الفضاء فتشوا عن أحدث الوسائل الالكترونية التي تساعدهم على رؤية النجوم والكواكب ، فاكتشفوا بعض المجرات ، ثم عادوا وصنعوا أجهزة أحدث فاكتشفوا مجرات جديدة ، وهكذا الى أن قال قائلهم : ان الله لا يزال يخلق ، فكلما صنعنا مراصد أضخم لرؤية ما تحويه السماء ، خلق الله في تلك الفترة مجرات جديدة لم تكن موجودة من قبل ، ولعلّ هذا هو مصداق الآية الكريمة : «وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ» ٤٧ / الذاريات.
وخلق الله أسرع من صنع الأجهزة التي نرى بها هذا الخلق ، فكيف تنتهي كلمات الله؟
هذه المجرات الواسعة في الفضاء المتناهية في الضخامة وتلك الذرات المتناهية في الصغر ، كلما درسوها وبحثوا حولها وجدوا فيها خصائص غير مكتشفة سابقا ، وآخر خصيصة اكتشفوها في الذرة استفادوا منها في صنع القنبلة النيوترونية.
ترى كم مجلد كتبوا حولها ، في طريقة صنعها ، والأسرار المرتبطة بها ، والمعلومات الخاصة باستعمالها؟
هذا بالنسبة للذرة المتواضعة التي لا ترى بأقوى المجاهر وهي واحدة من كلمات الرب ، اذن فكلمات الله لا تنتهي ، ولهذا يجب أن يتحدد غرورك أيها الإنسان ، ولا تظن أنك قد وصلت الى نهاية الحقيقة ، وانك على الطريق الصواب ، دائما ضع علامة استفهام أمامك ، وابحث عن الحقيقة ولا ترى نفسك أكبر منها أبدا.
[١١٠] (قُلْ إِنَّما أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحى إِلَيَ)