والوحي من الله الى النحل يتناسب وجو الآيات العام ، الذي يهدينا الى آيات الله في الحياة ، ليبرز دور الإلهام في العلم ، ابتداء من إنزال الكتاب ، إلى العلم الذي يسلبه الله عمن يبلغ أرذل العمر.
حيث ان الآية هذه تشير الى دور الألهام المباشر من قبل الله في حياة النحل ، فكيف بالإنسان؟ وان من يتعالى على الوحي المنزل من السماء فانما يتكبر على أوضح وأبسط الحقائق الّتي يعيشها في حياته ، وهي النور الذي يضيء له دروب الحياة ، وقد يكون ذلك سببا لتسمية هذه السورة المباركة باسم النحل.
[٦٩] ثم أمر الله النحل بان تأكل من زهرة الأثمار ، والّتي هي خلاصة مواد الثمر قبل بروزه ، متخذة السبل الإلهية ، والأنظمة الّتي وضعها الله للحياة ، حتى تتحول تلك الزهرات الى شراب سائغ.
(ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً)
أي الطرق المعبدة الّتي هيأها الله لك ، فقد جعل الله للهواء سبلا كما للأرض ، وهي الأيسر سلوكا والأقل مطبات هوائية ، ويتعرف عليها الطيارون بصعوبة ، بينما أوحى الله بها إلى النحل وغيره مما يطير بجناحيه.
(يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ)
والعسل يلقيه النحل من فيه ، بعد أن يتفاعل في بطنه ، ولذلك عبر ربنا عن ذلك بأنه يخرج من بطون النحل.
(فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ)
من أمراض مختلفة ، ويعطي الجسم حيوية ومناعة عن الأمراض.