أساليب الطغاة في مواجهة الرسالة
هدى من الآيات :
على صاحب الرسالة أن لا يتصور الطاغوت حديدا لا يلين ، إنّما هو بشر من لحم ودم ، يملك فؤادا يتقلب بين الخوف والرجاء ، والأمل واليأس ، وعلى الداعية أن يسعى من أجل تذكرة بشتى السبل الممكنة ، ولكن لا يعني ذلك أن الطاغوت يستجيب له أبدا ، فقد يؤمن ويهتز ضميره ، وقد يبقى على ضلالته علوا واستكبارا.
وتؤكّد هذه الفكرة مقارنة بين هذه الآيات وآيات الدرس السابقة ، ففيه نجد فرعون يتحدث وكأن الأمور جميعا بيده ، أما في هذا الدرس فقد تغير منطقه ، فصار يتحدث باعتباره ندا لموسى (ع) حين قال فلنأتينك بسحر مثله ، وقد جعل رأي الناس مقياسا.
وإنّما تغير أسلوب الحديث عند فرعون ، بسبب الكلمات الصاعقة التي وجهها إليه موسى (ع).