وألقي السحرة سجدا
بعد أن هزّ موسى (ع) ضمائر السحرة ، استجاب لتحديهم ، وقال : ابدأوا ، وهذا التحدي نجده عند الأنبياء دائما ، وهو أبرز دليل على نبوتهم ، وانهم رجال متصلون بالغيب.
وما كان من السحرة إلّا أن جاؤوا بمجموعة حبال وعصي ، وخلقوا أجواء صاخبة توحي بأنها تسعى ، فسحروا أعين الناس ، ولم يكن ذلك إلّا ضربا من السحر ، أما الحقيقة التي كانت تتمثل في عصا موسى فقد ابتلعت ذلك السحر مرة واحدة ، وآمن السحرة بموسى وخروا لربه وربّهم ساجدين.
وان لنا في ذلك لعبرة ، فحينما تكون لدنيا الحقيقة ، ولا يكون عندهم إلّا الخيال الباطل سترى كيف ، تبتلع الحقيقة سحرهم.
وحينما سجد السحرة وآمنوا ، حاول فرعون إلصاق التهم بهم ، ليكون ذلك مبررا لتعذيبهم أو قتلهم ، ولكنهم أصرّوا وصمدوا أمام التهديد ، بصلابة الإيمان