هدى الله معراج الفضيلة
هدى من الآيات :
الإنسان مزيج من حفنة من تراب وومضة من نور ، والأولى هي التي تحتوي على جوانب ضعيفة ، أما الثانية فتستر سوءات التراب ، فارادة الإنسان تستر شهواته ، وعقله يستر جهله ، وتقواه تستر غرائزه ، ولو لا هذا الجانب الخيّر في حياته لكان أضعف وأعجز من كثير من الأحياء.
نعم إن لباس التقوى هو أفضل ما يستر به الإنسان عجزه وجهله وغروره ، ولو لا هذا اللباس لما تدافن الناس ، ولو تعرى كلّ إنسان للثاني ، لظهر أشد سبعية من الذئب ، وأخبث حيلة من الثعلب ، وألدغ من الحية ، والذي ينزع عن نفسه هذا اللباس فان أمامه طريقا عريضا ، ليعود الى الله ، مرة أخرى عبر التوبة.
والإنسان إنّما يضعف ويذنب ، حينما ينشدّ الى التراب ، بينما يسمو حينما يميل الى جانب النور ، وإنّما هبط آدم عند ما تأثر بترابيته لا بروح الله التي نفخها فيه.