ويتساءل السياق إذا لم يؤمن السابقون حتى أهلكهم الله وقد أنزلت إليهم تلك الآيات المقترحة أفهم يؤمنون؟ ومن هم الرسل السابقون؟ أو لم يكونوا رجالا يوحى إليهم؟ دعهم يسألون من انتفع بالذكر إن كانوا لا يعلمون ، بلى كان الأنبياء يتعرضون للجوع ولم يكونوا خالدين.
وكانت ـ مع ذلك ـ شهادة صدقهم قائمة في الأمداد الالهي الذي تجلى في إنقاذهم ثمّ إهلاك المكذبين بهم ، الذين أسرفوا على أنفسهم.
وهذا كتاب فيه ذكر محدث ، وعلى المسلمين أن يتذكروا به إن كانوا يعقلون.
بينات من الآيات :
معرفة المصير :
[١] (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ)
معرفة الإنسان لمصيره وحسابه ، أفضل وسيلة لهدايته وفي الحديث : «كفى بالموت واعظا» لأن الموت زائر غير مرغوب فيه ، يزور الإنسان في أيّ لحظة يشاء ، دون أن يأخذ موافقة مسبقة ، فعلى الإنسان أن يستعد للموت في كلّ لحظة (فاذا مات ابن آدم قامت قيامته) ومن هنا يظهر الخطأ الفادح لأولئك الذين يزعمون بأن يوم القيامة بعيد ، إذا فلما ذا الغفلة ، ولما ذا الاعراض عن ذكر الله وعن الرسالة؟!
والناس على أقسام ثلاث ، فمنهم من يتحول قبره الى روضة من رياض الجنّة ، وهم الصالحون ، ومنهم من يصبح قبره حفرة من حفر النيران ، وهم المجرمون.
وواضح إن حساب هؤلاء أقرب إليهم من كلّ شيء لأنه لا يفصلهم عنه سوى الموت الذي ينزل بهم في أية لحظة.