ذلك يقول في نهاية قصصهم «إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ» ، لما ذا؟
لكي يقول لنا بأن هذه المجموعة هي المجموعة «القدوة» وهي المجموعة «الامام» بالنسبة إليكم أيها البشر.
ولتأكيد هذه الفكرة تشير هذه الآيات والتي قبلها الى هؤلاء وتأتي بأسمائهم متتالية بالرغم من إنّهم كانوا في عصور مختلفة وأمصار متفرقة ، حتى إنّ القرآن أتى بأسمائهم بصورة غير مرتبة تاريخيا.
فيذكرنا بموسى ثمّ بإبراهيم ثمّ بنوح ، ثمّ بسليمان وأيوب ، ثمّ بإدريس ، وبين هؤلاء آلاف السنين ، وإن أحدهم قبل أو بعد الآخر ، وذلك لكي لا يقول فرد أو مجتمع ما إنني أتبع النبي الأخير ولا أتبع النبي الأول ، أو إنني أؤمن بالنبي الأوسط أو الأول دون الأخير ، فكلهم نور واحد ، ويجب علينا أن نقتدي بهم جميعا.
والقرآن الحكيم يتبع ببيانه للقصص والأحكام والعبر والأمثال ، خطا واحدا هو خط التوحيد ، والتوحيد هو : صبغة القرآن التي يضعها على كلّ قصة ، وعلى كلّ عبرة ، وكلّ حكم تشريعي ، وكلّ رؤية وبصيرة.
وإنّ لله سبحانه أسماء حسنى ويهدينا الذكر الى أسماء ربنا العزيز ، ومن هنا تجد وكأن كلّ سورة من سور القرآن قد خصصت لبيان اسم من أسماء الله الحسنى ، وهذه السورة بالذات تبين اسم المجيب حيث إنّ الله قريب من الإنسان ، يستجيب له ويسمع نداءه والأنبياء الكرام عليهم الصلاة والسلام بعد أن توكلوا عليه في أشد لحظات حياتهم ، فاذا به يستجيب لهم وينصرهم ، ويعطيهم أكثر مما طلبوا.