الله وحده فسوف ترسم لنفسك الصراط المستقيم الذي يؤدي بك الى الله ، أما إذا لم تعبد ربك فان حياتك سوف تكون منحرفة ، ولا يمكنك أن تصل الى أهدافك ، وهذه هي العلاقة بين الجملتين.
بالرغم من إن هذه كانت رسالة عيسى الى قومه إلّا أنّ قومه اختلفوا فيه اختلافا واسعا حتى أن قسطنطين إمبراطور الروم جمع ألفين ومائة وسبعين من الأساقفة في مجمع كبير وطرح عليهم سؤالا خلاصته : من هو عيسى؟
فاختلفوا بينهم الى عشرات الآراء ، بعضهم قال : إن عيسى هو الله نزل الى الأرض ، ثم رجع الى السماء وبعضهم قال : إن عيسى إنما هو ابن الله ولنا إلهان هما : الأب والابن ، وبعضهم قال : إنه واحد من ثلاثة الأب والابن وروح القدس ، وبعضهم قال : هو جزءان : جزء إلهي وجزء بشري ، وبعض قال : إنه عبد الله .. وهكذا ، ولم يتفق منهم سوى ثلاثمائة ونيّف اجتمعوا على رأي واحد. فاعتبره الامبراطور الرأي الحائز على الأكثرية النسبيّة (حوالي سدس الآراء فقط) وجعله الرأي السائد الذي لا يزال أقوى النظريات الشائعة اليوم بينهم.
وفي الحقيقة إن هؤلاء اختلفوا في عيسى هذا الاختلاف الشاسع ، بالرغم من إن القضية كانت واضحة جدا [فالذي خلق الكون هو الذي خلق عيسى وطريقة خلقه لعيسى هي نفس طريقة خلقه للكون (كُنْ فَيَكُونُ)] وهذه الآية تشير الى الاختلاف بالرغم من أنها لا توضح أسبابه.
الحزبية طريق الضلالة :
[٣٧] (فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ)
الناس العاديّون كانوا على الفطرة ، ثم بعد ذلك ظهرت بينهم أحزاب مختلفة