وَأَعْتَزِلُكُمْ وَما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ
هدى من الآيات :
علاقة الإنسان بربه يجب أن تكون فوق علاقاته الأخرى بل تكون موجّهة لسائر العلاقات ، وإطارا لسائر الروابط الاجتماعية ، وفي طليعتها رابطة الإنسان بأسرته.
ومن القضايا الطبيعية في حياة الإنسان ، استلهامه من أبيه : الفكرة والخبرة ، فالأجيال البشرية تتلاحق ويرث كل جيل ، أفكار السابقين ، ويورثها للاحقين ، والله سبحانه قد أركز في الإنسان غريزة التقليد واتباع الآباء ، كما أركز في الآباء غريزة التعليم لنقل أفكارهم الى أبنائهم بل وإكراههم عليها.
بيد إن هذه الغريزة التي هي من السنن الكونية يجب أن لا تترك بعيدة عن التوجيه ، بل على الإنسان أن يوجهها في ذاته ويوجهها في الآخرين ، فالابن الذي يطيع والده ويتبعه من دون تفكير لا يكون فقط عاجزا عن ابتداع تجارب جديدة ، بل يكون أيضا غير صالح لنقل التجربة فالتجربة ينقلها جيل يكتوي بنارها ، ويعرف قيمتها ويستهلمها بإرادته وحريته ، أما الجيل الذي يضطر الى قبول تجربة السابقين