بالله ، و هكذا.
وتختلف سور القرآن الحكيم في معانيها العامة ، لذلك فان كل (بسملة) في بداية كل سورة تشير الى ان كل شيء هو قائم بالله ، فعند ما نحج فانه باسم الله ، وهدف الحج هو تقوى الله ، والتقوى بدورها من الله وبالله ، وعند ما نصوم فإن صيامنا باسم الله ، وهدف الصيام هو تقوى الله ، والتقوى بدورها من الله وبالله .. وهكذا عند ما نصلّي ونقوم بأي واجب آخر.
[١] يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ
الهدف من سورة الحج هو تكريس التقوى التي هي أعلى درجات الايمان بالمسؤولية. ففي سورة الأنبياء ـ التي سبقت سورة الحج ـ كان الحديث عن المسؤولية ، اما هذه السورة ، فالحديث فيها عن التقوى باعتبارها مرحلة متقدمة من الايمان.
من الصعب على الإنسان ان يؤمن بمسلّمات ، ويظن انها قواعد راسخة يستطيع ان يقيم عليها بناء أفكاره ، من الصعب عليه ان يؤمن بغيرها ، حتى ولو كانت أقوى ، وهنا ـ بالضبط ـ يمكن خطأ الإنسان إذا تأسره مسلمات فكرية توجه كل حياته ويزعم انه ضعيف امامها ، كلا ان الإنسان أقوى من مسلّماته ، وعلم الإنسان أنفذ من سابقياته الذهنية ، ومما يعتقد به مجتمعة وآباؤه ، وان الايمان بالساعة وزلزالها وأهوالها يحطم المسلمات ، والسابقيات الذهنية ، ويعطي البشر قدرة هائلة للتفكير من جديد. عبر جسر الشك المنهجي فيما يزعم انه من الحقائق المسلمة.
[٢] يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ
فلا تستطيع المرضعة ان تفكر انئذ ـ لهول الساعة ـ برضيعها.