من الذكر والتسبيح وعموم العبادة والأفعال الصالحة الاخرى ، وهذا ما يدعو الإنسان الى الاهتمام بالعبادة والتوجه الى رب العالمين.
وهكذا روى عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السّلام في تفسير هذه الآية :
«ان لله عز وجل ملكا على صورة ديك ابيض رأسه تحت العرش ، ورجلاه في تخوم الأرض السابعة ، له جناح في المشرق وجناح في المغرب ، لا تصيح الديوك حتى يصيح ، فاذا صاح خفق بجناحيه ثم قال : سبحان الله ، سبحان الله ، سبحان الله العظيم الذي ليس كمثله شيء ، قال فيجيبه الله عز وجل فيقول : لا يحلف بي كاذبا من يعرف ما تقول» (١)
وتذكّرنا هذه الآية بعلم الله المحيط بكل شيء حتى بخبايا نية الطيور.
[٤٢] وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ
فكما كانت منه البداية كذلك تكون النهاية اليه ، وفي هذه الحقيقة ـ التي تقوم على إثباتها كل الشواهد العقلية ، وتظهر تجلياتها في كل الطبيعة ـ أعظم موعظة للمتدبر الذي لم يسمح لحجب الغفلة أو الشهوة ان تغطي بصره وبصيرته ، وأكبر دافع نحو توجهه الى العزيز الحكيم بأن يجعل عمله خالصا لوجه ربه الكريم ، لا يريد جزاء ولا شكورا من أحد غيره ، ولا يخشى أو يخاف أحدا سواه.
وتهدينا الآية الى سلطان الله الفعلي على جوهر الأشياء. وانه الذي يمسك بقدرته ناصية الحقائق ان تزول وتنعدم.
[٤٣] أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً
__________________
(١) المصدر.