في النشاط والضعف والتدبّر والغفلة ؛ لأنه روي عن عثمان رضياللهعنه ؛ كان يختمه في ليلة واحدة. ويكره تأخير ختمه أكثر من أربعين يوما (١) [بلا عذر ، نص عليه أحمد لأن عبد الله بن عمرو سأل النبي صلىاللهعليهوسلم في كم يختم القرآن قال في أربعين يوما] (١) رواه أبو داود (٢).
وقال أبو الليث (٣) في كتاب «البستان» : «ينبغي [للقارئ] (٤) أن [يختم] (٤) [القرآن] (٥) في السّنة مرتين إن لم يقدر على الزيادة» وقد روى الحسن بن زياد عن أبي حنيفة أنه قال : «من قرأ القرآن في كلّ سنة مرتين فقد أدّى [للقرآن] (٥) حقّه ؛ لأن النبيّ صلىاللهعليهوسلم عرضه (٦) على جبريل في السّنة التي قبض فيها مرتين [انتهى] (٤).
وقال أبو الوليد الباجي (٧) : «أمر النبيّ صلىاللهعليهوسلم [عبد الله] (٨) بن عمرو أن يختم في سبع أو ثلاث يحتمل أنه الأفضل في الجملة أو أنه الأفضل في حق ابن عمرو لمّا علم من ترتيله في قراءته ، وعلم من ضعفه عن استدامته أكثر مما حدّ له. وأما من استطاع أكثر من ذلك فلا تمنع الزيادة عليه. وسئل مالك عن الرجل يختم القرآن في كل ليلة فقال : «ما أحسن ذلك! إنّ القرآن إمام كل خير».
وقال بشر بن السريّ (٩) : «إنما الآية مثل التمرة كلّما مضغتها استخرجت حلاوتها.
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٢) في السنن ٢ / ١١٦ الحديث (١٣٩٥). وراجع ٢ / ٨٧ من هذا الكتاب.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (داود) وهو أبو الليث السمرقندي تقدم التعريف به وبكتابه ١ / ٣٢٢.
(٤) ساقطة من المطبوعة ، وحديث عرضه صلىاللهعليهوسلم القرآن مرتين أخرجه البخاري في صحيحه ٩ / ٤٣ ، كتاب فضائل القرآن (٦٦) ، باب كيف كان جبريل يعرض القرآن (٧) الحديث (٤٩٩٨).
(٥) ساقطة من المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (عرض).
(٧) هو سليمان بن خلف بن سعد أبو الوليد الباجي الأندلسي الأصولي المالكي المتكلم المفسر الأديب الشاعر أخذ عن مكي بن أبي طالب ، ورحل إلى المشرق وروى عنه الحافظان أبو بكر الخطيب ، وأبو عمر بن عبد البر ، وأبو عبد الله الحميدي وغيرهم ، من تصانيفه «الجرح والتعديل» ت ٤٧٤ ه (الداودي ، طبقات المفسرين ١ / ٢٠٢).
(٨) ساقطة من المخطوطة ، وتصحف الاسم إلى (عمر).
(٩) هو بشر بن السريّ البصري أبو عمرو الأفوه ، المحدّث الواعظ روى عن الثوري وحماد بن سلمة ، وابن المبارك وغيرهم وعن يحيى بن آدم ، وابن حنبل وابن المديني وثّقه ابن معين ، وابن سعد ، وكان صاحب مواعظ يتكلم فسمّي الأفوه ت ١٩٦ ه (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ١ / ٤٥٠).