فحدّث به أبو سليمان (١) ، فقال : صدق ؛ إنما يؤتى أحدكم من أنّه إذا ابتدأ السورة أراد آخرها»
(مسألة) يسنّ (٢) ختمه في الشتاء أوّل الليل ، وفي الصيف أول النهار ، قال ذلك ابن المبارك ، وذكره أبو داود لأحمد فكأنه أعجبه ، ويجمع أهله عند ختمه ويدعو.
وقال بعض السلف : «إذا ختم أوّل النهار صلّت عليه الملائكة حتى يمسي ، وإذا ختم في أول الليل صلّت عليه الملائكة حتى يصبح» (٣). رواه أبو داود.
(مسألة) يستحبّ التكبير من أوّل سورة الضحى ؛ إلى أن يختم ، وهي قراءة أهل مكّة ؛ أخذها ابن كثير عن مجاهد ؛ ومجاهد عن ابن عباس ، وابن عباس عن أبيّ ، و [أخذها] (٤) أبيّ عن النبي صلىاللهعليهوسلم ؛ رواه ابن خزيمة ؛ والبيهقي في «شعب الإيمان» وقوّاه (٥) ورواه من طريق موقوفا على أبيّ بسند معروف ؛ وهو حديث غريب ، وقد أنكره أبو حاتم الرازي (٦) على عادته في التشديد ؛ واستأنس له الحليميّ (٧) بأن القراءة تنقسم إلى أبعاض متفرقة ؛ فكأنه كصيام الشهر ؛ وقد أمر الناس أنه إذا أكملوا العدة أن يكبّروا الله على ما هداهم. فالقياس أن يكبّر القارئ إذا أكمل عدة السور.
وذكر غيره أن التكبير لاستشعار انقطاع الوحي ؛ قال : وصفته في آخر هذه السور أنه كلما ختم سورة وقف وقفة ، ثم قال : الله أكبر ، ثم وقف وقفة ثم ابتدأ السورة التي تليها إلى آخر القرآن. ثم كبر كما كبّر من قبل ، ثم أتبع التكبير الحمد ، والتصديق [٧٢ / أ] والصلاة على النبي صلىاللهعليهوسلم ، والدعاء.
__________________
(١) هو عبد الرحمن بن سليمان ، ابن أبي الجون ، أبو سليمان الدمشقي الدارني المحدّث ، روى عن الأعمش وابن شريح وغيرهم ، وعن الوليد بن مسلم ، ذكره ابن حبان في «الثقات» توفي سنة نيف وتسعين ومائة (ابن حجر ، تهذيب التهذيب ٦ / ١٨٨).
(٢) في المخطوطة (سنّ) ، وانظر المنهاج في شعب الإيمان ٢ / ٢٢١.
(٣) أخرجه الدارمي في السنن ٢ / ٤٦٩ ـ ٤٧٠ ، عن إبراهيم وعن سعد بن أبي وقاص رضياللهعنه ، كتاب فضائل القرآن ، باب في ختم القرآن ، الحديث (٧) و (١٢) من الباب.
(٤) ساقطة من المطبوعة.
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (وقوله) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٣٠٤.
(٦) ذكره ابن أبي حاتم الرازي في علل الحديث ٢ / ٧٧ ، باب علل أخبار في القرآن وتفسيره الحديث (١٧٢١) ، قال عقبه : «هذا حديث منكر».
(٧) في المنهاج ٢ / ٢٢١ ـ ٢٢٢.