قراءة (١) ، فيتوهّم لأجلها ما ليس بقرآن قرآنا ، وإنما هي دلالات على هيئة المقروء فلا يضر إثباتها لمن يحتاج إليها» (٢).
وروى ابن أبي شيبة في «مصنفه» في الصلاة وفي فضائل القرآن : حدثنا وكيع ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم [قال] (٣) ، قال عبد الله بن مسعود : «جرّدوا القرآن» (٤) ، وفي رواية : «لا تلحقوا به ما ليس منه» (٤) ، ورواه عبد الرزاق في «مصنّفه» (٤) في أواخر الصوم. ومن طريقه رواه الطّبراني في «معجمه» (٤) ، ومن طريق ابن أبي شيبة رواه إبراهيم الحربي في كتابه «غريب الحديث» (٥). وقال قوله : «جرّدوا» ، يحتمل فيه أمران : (أحدهما) أي جرّدوه في التلاوة ، ولا تخلطوا به (٦) غيره ، (والثاني) أي جرّدوه في الخطّ من النقط والتعشير.
قلت : الثاني أولى لأن الطبراني أخرج في «معجمه» عن مسروق عن ابن مسعود «أنه كان يكره التعشير في المصحف» (٧). وأخرجه البيهقي في كتاب «المدخل» ، وقال : قال أبو عبيد : «كان إبراهيم يذهب به إلى نقط المصاحف (٨). ويروى عن عبد الله «أنه كره التعشير في المصحف» (٩) [٧٣ / أ]. قال البيهقيّ : وفيه وجه آخر أبين منه ، وهو أنه أراد : لا تخلطوا به غيره من الكتب ؛ لأن ما خلا القرآن من كتب الله تعالى إنما يؤخذ عن اليهود والنصارى ؛ وليسوا
__________________
(١) تصحفت في المطبوعة إلى (قرار).
(٢) انظر المنهاج ٢ / ٢٦٢.
(٣) ساقطة من المطبوعة.
(٤) أخرجه عبد الرزاق في المصنف ٤ / ٣٢٢ ، باب ما يكره أن يصنع في المصاحف ، الحديث (٧٩٤٤) ، وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق ٦١ / ب باب نقط المصاحف وما ... (مخطوطة توبنجن) وابن أبي شيبة في المصنف ١٠ / ٥٥٠ ، باب من قال : جرّدوا القرآن (١٨١٠) والطبراني في المعجم الكبير ٩ / ٤١٢ من طريق أبي الزعراء عن عبد الله الحديث (٩٧٥٣) ، وأخرجه الداني في المحكم ص : ١٠.
(٥) «غريب الحديث» لإبراهيم بن إسحاق أبي إسحاق الحربي طبع مؤخرا بتحقيق سليمان إبراهيم محمد العائد ونشره مركز البحث العلمي بمكة المكرمة عام ١٤٠٥ ه / ١٩٨٥ م في ٣ ج.
(٦) في المخطوطة (فيه).
(٧) وأخرجه عبد الرزاق في المصنف ٤ / ٣٢٢ ، باب ما يكره أن يصنع في المصاحف الحديث (٧٩٤٢) وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ق ٦٢ / أ(مخطوطة توبنجن) ، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ١٠ / ٥٤٨ باب التعشير في المصحف ، والداني في المحكم ص : ١٤.
(٨) في المخطوطة (المصحف).
(٩) أبو عبيد ، فضائل القرآن ق ٦١ / ب (مخطوطة توبنجن).