يكن ذلك منهم كيف اتفق ؛ بل على أمر عندهم قد تحقق ، وجب الاعتناء به والوقوف على سببه.
ولما كتب الصحابة المصحف زمن عثمان رضياللهعنه اختلفوا في كتابة (التَّابُوتُ) (البقرة : ٢٤٨) فقال زيد (١) : «التابوة» ، وقال [النّفر] (٢) القرشيّون : «التابوت» ، وترافعوا إلى عثمان فقال : اكتبوا : «التابوت» ، فإنما أنزل القرآن على لسان قريش (٣).
قال ابن درستويه (٤) : «خطّان لا يقاس عليهما خط المصحف وخط تقطيع العروض».
وقال أبو البقاء (٥) في كتاب «اللباب» : «ذهب جماعة من أهل اللغة إلى كتابة الكلمة على لفظها إلا في خط المصحف ؛ فإنهم اتّبعوا [في] (٦) ذلك ما وجدوه في الإمام ، والعمل على الأول».
فحصل أن الخط ثلاثة أقسام : خط يتبع به الاقتداء السّلفي ، وهو الرسم [المرعي في] (٧) المصحف وخطّ جرى على ما أثبته اللفظ وإسقاط ما حذفه ؛ وهو خط العروض ، فيكتبون التنوين ويحذفون همزة الوصل. وخط جرى على العادة المعروفة (٨) ؛ وهو الذي يتكلم عليه النحوي.
__________________
(١) هو الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضياللهعنه.
(٢) ساقط من المخطوطة والنفر القرشيون هم : عبد الله بن الزبير ، وسعيد بن العاص ، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام كما ذكره البيهقي في السنن ٢ / ٣٨٥.
(٣) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٢ / ٣٨٥ كتاب الصلاة باب وجوب القراءة على ما نزل من الأحرف السبعة دون غيرهن من اللغات.
(٤) هو عبد الله بن جعفر بن درستويه أبو محمد الفارسي تقدم ذكره في ١ / ٤١٣ ، وانظر قوله في «كتاب الكتّاب» ص ١٦ ونصه : (ووجدنا كتاب الله عزوجل لا يقاس هجاؤه ولا يخالف خطه ولكنه يتلقى بالقبول على ما أودع المصحف ، ورأيت العروض إنما هو إحصاء ما لفظ به من ساكن ومتحرك وليس يلحقه غلط ولا فيه اختلاف بين أحد ، فلم نعرض لذكرهما في كتابنا هذا).
(٥) هو عبد الله بن الحسين العكبري تقدم ذكره في ١ / ١٥٩ ، وكتابه : «اللباب في علل البناء والإعراب» حققه خليل بنيات الحسون وطبع في بغداد وزارة الأوقاف لجنة إحياء التراث الإسلامي (نشرة أخبار التراث العربي ٢٠ / ٣٠) وللعكبري أيضا : «لباب الكتاب» ذكره الصفدي في الوافي بالوفيات ١٧ / ١٤١.
(٦) ساقط من المخطوطة.
(٧) ساقط من المخطوطة ، وعبارة المطبوعة : (وهو رسم المصحف).
(٨) في المخطوطة (على العادة والمعرفة).