الثواب ، وحق عليه العذاب ، فضرب بينهم بسور له باب».
وقال النوويّ [رحمهالله] (١) : إذا قال : (خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ) (مريم : ١٢) وهو جنب ، وقصد غير القرآن جاز [له] (١) وله أن يقول : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) (الزخرف : ١٣)».
قال إمام الحرمين : «إذا قصد القرآن بهذه الآيات عصى ، وإن قصد الذّكر ولم يقصد شيئا لم يعص» وللطّرطوشيّ (٢).
رحل الظاعنون عنك وأبقوا |
|
في حواشي الأحشاء (٣) وجدا مقيما |
قد وجدنا السّلام بردا سلاما (٤) |
|
إذ وجدنا النّوى عذابا أليما |
وثبت عن الشافعيّ (٥) :
أنلني بالذي استقرضت خطّا |
|
وأشهد معشرا (٦) قد شاهدوه |
فإن الله خلاّق البرايا |
|
عنت لجلال هيبته الوجوه |
يقول «إذا تداينتم بدين |
|
إلى أجل مسمّى فاكتبوه» |
ذكر القاضي أبو بكر الباقلاني «أنّ تضمين القرآن في الشعر مكروه ، وأئمة البيان جوّزوه وجعلوه من أنواع البديع ، وسمّاه القدماء تضمينا والمتأخرون اقتباسا ، وسمّوا ما كان من شعر تضمينا».
(مسألة) يكره ضرب (٧) الأمثال بالقرآن (٧) ، نصّ عليه من أصحابنا العماد النّيهيّ (٨) صاحب البغويّ ، كما وجدته في «رحلة ابن الصلاح» (٩) بخطه.
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) هو محمد بن الوليد بن محمد بن خلف أبو بكر الفهري الطرطوشي الأندلسي ، شيخ المالكية ، عالم الإسكندرية القدوة الزاهد الفقيه لازم القاضي أبا الوليد الباجي وأخذ عنه مسائل الخلاف وسمع بالبصرة من أبي علي التستري له من التصانيف «سراج الملوك» كان دينا متواضعا متقشفا متقللا من الدّنيا. ت ٥٢٠ ه (الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٩ / ٤٩٠).
(٣) في المخطوطة (الحشا).
(٤) في المخطوطة (وسلاما).
(٥) في المخطوطة (وثبت للشافعي).
(٦) في المخطوطة (معبرا).
(٧) في المخطوطة (القرآن بالأمثال).
(٨) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن أبو محمد النيهي تقدم ذكره في ٢ / ١٠٥.
(٩) وهي فوائد جمعها ابن الصلاح في رحلته إلى الشرق وهي عظيمة النفع في سائر العلوم مفيدة جدا ، ذكرها حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٨٣٦.