النوع الخامس والثلاثون (١)
معرفة موهم المختلف
وهو ما يوهم التعارض بين آياته (٢) ، وكلام الله جلّ جلاله منزّه عن الاختلاف ؛ كما قال تعالى : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء : ٨٢) ، ولكن قد يقع للمبتدئ ما يوهم اختلافا وليس به ، فاحتيج لإزالته ، كما صنّف في «مختلف الحديث» وبيان الجمع بينهما ، وقد رأيت لقطرب (٣) فيه تصنيفا حسنا ، جمعه على السور. وقد تكلّم فيه الصدر الأول ، ابن عباس (٤) وغيره.
وقال الإمام : وقد وفّق الحسن البصريّ بين قوله تعالى : (وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (البقرة : ٥١) ، (٥) [وقوله : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً] (٥) وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ)
__________________
(١) للتوسع في النوع انظر : تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة ، باب التناقض والاختلاف ص ٦٥ ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ٢ / ١٦٩٥ علم مشكل القرآن ، و ١ / ٧٥٧ علم دفع مطاعن القرآن ومفتاح السعادة لطاش كبري زادة ٢ / ٤٠٧ علم معرفة مشكل القرآن وموهم الاختلاف والتناقض. أبجد العلوم للقنوجي ٢ / ٥١١ علم معرفة مشكل القرآن وموهم الاختلاف والتناقض.
(٢) في المخطوطة (آية).
(٣) هو محمد بن المستنير ، أبو علي النحوي المعروف ب : قطرب. لازم سيبويه وكان يدلج إليه ، فإذا خرج رآه على بابه. وأخذ عن عيسى بن عمرو كان يرى رأي المعتزلة النظّامية واتصل بأبي دلف العجلي وأدّب ولده. وله من التصانيف* «الرد على الملحدين في متشابه القرآن» ت ٢٠٦ ه (معجم الأدباء ١٩ / ٥٣) ، وكتابه «الرد على الملحدين ...» ذكره ابن النديم في الفهرست ص ٤١ في الكتب المؤلفة في معاني شتى من القرآن ، فقال : (كتاب قطرب فيما سأل عنه الملحدون من آي القرآن) ، وذكره القفطي في إنباه الرواة ٣ / ٢٢٠ ضمن ترجمته.
(٤) وذلك ما جاء في صحيح البخاري ٨ / ٥٥٥ كتاب التفسير (٦٥) ، باب سورة حم السجدة (٤١) وفيه : (قال المنهال عن سعيد قال ، قال رجل لابن عباس إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ...) وذكر الحديث إلى أن قال ابن عباس رضياللهعنه : (فلا يختلف عليك القرآن فإن كلا من عند الله).
(٥) ساقط من المخطوطة.