(الأعراف : ١٤٢) ، بأن قال : «ليس المراد في آية الأعراف على ظاهره ؛ من أنّ الوعد كان ثلاثين ليلة ، ثم بعد ذلك وعده بعشر ؛ لكنّه وعده أربعين ليلة جميعا (١). انتهى.
وقيل : تجري آية الأعراف على ظاهره من أنّ الوعد كان ثلاثين ، ثم أتم بالعشر ، فاستقرت الأربعون ، ثم أخبر في آية البقرة بما استقر.
وذكره الخطابيّ (٢) قال : «وسمعت ابن أبي هريرة (٣) يحكي عن أبي العباس بن سريج (٤) قال : سأل رجل بعض العلماء عن قوله تعالى : (لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ) (البلد : ١) ، فأخبر أنّه لا يقسم بهذا ، ثم أقسم به في قوله : ([وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ* وَطُورِ سِينِينَ]) (٥) * وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ (التين : ١ ، ٢ ، ٣) فقال ابن سريج : [أيّ] (٦) الأمرين أحبّ إليك؟ أجيبك ثم أقطعك ، أو أقطعك ثم أجيبك؟ فقال : بل اقطعني ثم أجبني ، فقال [له] (٧) : اعلم أن هذا القرآن نزل على رسول الله صلىاللهعليهوسلم بحضرة رجال ، وبين ظهراني قوم ، وكانوا أحرص الخلق على أن يجدوا فيه مغمزا ، وعليه مطعنا ، [فلو] (٨) كان هذا عندهم مناقضة لتعلّقوا به وأسرعوا بالردّ عليه ؛ ولكنّ القوم علموا وجهلت ، فلم ينكروا منه ما أنكرت ، ثم قال له : إنّ العرب قد تدخل «لا» في أثناء كلامها وتلغي معناها ، وأنشد فيه أبياتا (٩). والقاعدة في هذا وأشباهه أنّ الألفاظ إذا اختلفت وكان مرجعها إلى أمر واحد لم يوجب ذلك اختلافا.
(فائدة) سئل الغزالي عن [معنى] (١٠) قوله تعالى : (وَلَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) (النساء : ٨٢) ، فأجاب [رضياللهعنه] بما صورته : الاختلاف لفظ مشترك بين معان ، وليس المراد نفي اختلاف [الناس فيه ، بل نفي الاختلاف] (١٠) عن
__________________
(١) قول الحسن البصري ذكره الفخر الرازي في التفسير ٣ / ٧٤ ضمن تفسير سورة البقرة.
(٢) هو حمد بن محمد أبو سليمان تقدم التعريف به في ١ / ٣٤٣.
(٣) هو الحسن بن الحسين بن أبي هريرة ، أبو علي ، الفقيه الشافعي. أخذ الفقه عن أبي العباس ابن سريج وأبي إسحاق المروزي وشرح «مختصر المزني» وله مسائل في الفروع ودرّس ببغداد وتخرّج عليه خلق كثير. وانتهت إليه إمامة العراقيين. وكان معظّما عند السلاطين والرعايا ، ت ٣٤٥ ه (وفيات الأعيان ٢ / ٧٥).
(٤) هو أحمد بن عمر بن سريج ، تقدم التعريف به في ٢ / ١١٥.
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) ليست في المطبوعة.
(٨) ليست في المخطوطة.
(٩) عبارة الخطابي ذكرها السيوطي في الإتقان ٣ / ٨٨ النوع الثامن والأربعون في مشكله وموهم الاختلاف والتناقض.
(١٠) ليست في المخطوطة.