تعالى : (وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشاتٍ [وَغَيْرَ مَعْرُوشاتٍ]) (١) (الأنعام : ١٤١) إلى قوله : (مُتَشابِهاً) ، وهو على اشتباكه (٢) غير متشابه. وكذلك سياق معاني القرآن العزيز قد تتقارب المعاني ويتقدم الخطاب بعضه على بعض ، ويتأخر بعضه عن بعض ؛ لحكمة الله [تعالى] في ترتيب الخطاب والوجود ، فتشتبك المعاني وتشكل إلاّ على أولي الألباب ، فيقال في هذا الفن متشابه بعضه ببعض.
وأما المتشابه من القرآن العزيز فهو يشابه بعضه بعضا في الحق والصدق والإعجاز والبشارة والنذارة وكلّ ما جاء به وأنه من عند الله ، [فذمّ] (٣) سبحانه الذين يتبعون ما تشابه منه عليهم افتنانا وتضليلا ، فهم بذلك يتّبعون ما تشابه [منه] (٤) عليهم تناصرا وتعاضدا للفتنة والإضلال.
تفريعات
الأول : الأشياء [التي] (٥) يجب ردّها عند الإشكال إلى أصولها.
فيجب ردّ المتشابهات في الذات والصفات إلى محكم (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى : ١١).
ورد المتشابهات في الأفعال إلى قوله : (قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ) (الأنعام : ١٤٩).
وكذلك الآيات الموهمة نسبة الأفعال لغير الله [تعالى] من الشيطان والنفس ، تردّ إلى محكم قوله تعالى : (وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً) (الأنعام : ١٢٥).
وما كان [من] (٥) ذلك عن تنزل الخطاب ، أو ضرب مثال ، أو عبارة عن مكان [أو زمان] (٥) أو معيّة ، أو ما يوهم التشبيه ، فمحكم ذلك قوله : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى : ١١) وقوله : (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى) (النحل : ٦٠) وقوله : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (الإخلاص : ١).
ومنه ضرب في تفصيل ذكر النبوة ووصف (٦) إلقاء الوحي ، ومحكمه قوله تعالى : (إِنَّا
__________________
(١) ليست في المطبوعة.
(٢) في المخطوطة اشتباهه.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) في المخطوطة (وفضل).