وقوله [تعالى] (١) : (نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) (الصف : ١٣). وقوله [تعالى] (١) : (إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ ما قَدْ سَلَفَ) (الأنفال : ٣٨) وقوله [تعالى] (١) : (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى [فَبَغى عَلَيْهِمْ]) (٢) (القصص : ٧٦).
ويحكى أنه سمع أعرابيّ (٣) قارئا يقرأ (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (الحج : ١) قال : كسرت إنما قال (٤) :
يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم |
|
زلزلة (٥) الساعة شيء عظيم |
فقيل له : هذا القرآن وليس بشعر.
فالجواب ، قال القاضي أبو بكر (٦) : إن الفصحاء منهم لما أورد عليهم القرآن لو اعتقدوه شعرا لبادروا إلى معارضته ؛ لأن الشعر [٩٤ / أ] منقاد إليهم ، فلما لم يعمدوا إلى ذلك دلّ على أنهم لم يعتقدوا فيه ذلك ، فمن استدرك فيه شعرا زعم أنه خفي على أولئك النفر ، وهم ملوك الكلام مع شدة حاجتهم إلى الطعن في القرآن ، (٧) [والغض منه والتوصّل إلى تكذيبه] (٧) بكل ما قدروا عليه ، (٧) [فلن يجوز أن يخفى على أولئك وأن يجهلوه ويعرفه من جاء الآن] (٧) ، فهو بالجهل حقيق.
وحينئذ فالذي أجاب به العلماء عن هذا أنّ البيت الواحد وما كان على وزنه لا يكون شعرا ، وأقل الشعر بيتان فصاعدا ، وإلى ذلك ذهب أكثر أهل صناعة العربية من أهل الإسلام.
وقالوا أيضا : إنّ (٨) ما كان على وزن بيتين إلا أنه يختلف وزنهما وقافيتهما فليس بشعر. ثم منهم من قال : [إنّ] (٩) الرجز ليس بشعر أصلا ، لا سيما إذا كان مشطورا أو منهوكا (١٠).
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (أعرابيا).
(٤) تصحفت في المخطوطة إلى (قيل).
(٥) في المخطوطة (إن زلزلة) والصواب حذف إن ليستقيم الوزن.
(٦) انظر إعجاز القرآن ص ٥٣ وما بعدها.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (إنما).
(٩) ساقطة من المخطوطة.
(١٠) تصحفت في المخطوطة إلى (مهنوكا).