حقائقه (١). قال ابن فارس (٢) : «معاني العبارات التي يعبّر بها عن الأشياء ، ترجع إلى ثلاثة : المعنى ، والتفسير ، والتأويل ؛ وهي وإن اختلفت فالمقاصد بها متقاربة.
* فأما المعنى فهو القصد والمراد ؛ يقال (٣) : عنيت بهذا الكلام كذا ، أي قصدت وعمدت. وهو مشتق من الإظهار ، يقال : عنت القربة ، إذا لم تحفظ الماء بل أظهرته ، ومنه عنوان الكتاب. (وقيل) : مشتق من قولهم : عنت الأرض بنبات حسن ، إذا أنبتت نباتا حسنا». (قلت) : وحيث قال المفسرون : «قال أصحاب المعاني» فمرادهم مصنّفو الكتب في معاني القرآن ، كالزّجاج ومن قبله وغيرهم ، وفي بعض كلام الواحديّ : أكبر أهل المعاني الفرّاء والزّجاج وابن الأنباريّ ، قالوا كذا وكذا ، و «معاني القرآن» (٤) للزجّاج لم يصنّف مثله ، وحيث أطلق المتأخرون أهل المعاني ، فمرادهم بهم مصنّفو العلم المشهور.
وأما التفسير في اللغة ، فهو راجع إلى معنى الإظهار والكشف ، وأصله في اللغة من التفسرة ؛ وهي القليل من الماء الذي ينظر فيه الأطباء ، فكما أن الطبيب بالنظر فيه يكشف عن علّة المريض ، فكذلك المفسر ، يكشف عن شأن الآية [٩٩ / ب] وقصصها ومعناها ، والسبب الذي أنزلت فيه ، وكأنّ تسميته (٥) بالمصدر ؛ لأن مصدر «فعّل» جاء أيضا على «تفعلة» ، نحو : جرّب تجربة ، وكرّم تكرمة. وقال ابن الأنباري : قول العرب : فسرت الدابة وفسّرتها ، إذا ركضتها (٦) محصورة لينطلق حصرها ؛ وهو يؤول إلى الكشف أيضا.
__________________
سليمان الرومي ، طبع في بيروت بمؤسسة الرسالة عام ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م* «منهج النسائي في التفسير مع تحقيق الفاتحة» لأحمد زيكيتو ، رسالة ماجستير من جامعة الاسكندرية (أخبار التراث العربي ٣١ / ١٢) * «مؤتمر تفسير سورة يوسف» طبع في بيروت بدار الفكر عام ١٤٠١ ه / ١٩٨١ م* «موقف الإمام ابن كثير من الإسرائيليات في ضوء تفسيره» لمحمد إبراهيم تراوري ، رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (أخبار التراث العربي : ٢٥ / ١٨) * «موقف صاحب المنار من المفسرين» لمحسن عبد الحميد طبع بمطبعة المعارف في بغداد* «نحو تفسير علمي للقرآن» لأحمد الوائلي طبع بمط الآداب عام ١٣٩١ ه / ١٩٧١ م* «نحو منهج لتفسير القرآن» لمحمد الصادق عرجون ، طبع في الرياض بالدار السعودية للنشر عام ١٣٩٧ ه / ١٩٧٧ م* «نشأة التفسير واتجاه تطوره» لأحمد خليل رسالة ماجستير من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام ١٣٦٦ ه / ١٩٤٧ م (معجم الدراسات القرآنية : ٣٥٠).
(١) العبارة في المطبوعة (... على معرفة تفسيره وتأويله ومعناه).
(٢) انظر الصاحبي في فقه اللغة ص : ١٦٢ وما بعدها ، بتصرف.
(٣) في المخطوطة (بقوله).
(٤) تقدم الكلام عن الكتاب في ١ / ٤٠٦ ضمن حاشيتنا الكتب المؤلفة في النوع العشرين حسب التسلسل الزمني لمؤلفه (٣١١ ه)
(٥) في المطبوعة (وكأنه تسمية).
(٦) في المخطوطة (ركبتها).