من تحلّى بغير ما هو فيه |
|
فضحته شواهد الامتحان |
وجرى في السّباق جرية سكّيت (١) |
|
نفته (٢) الجياد عند الرهان |
قال : حكي عن بعضهم أنه سئل عن «الحاقّة» فقال : الحاقّة : جماعة من الناس إذا صاروا في المجلس قالوا : كنّا في الحاقّة. وقال آخر في قوله تعالى : (يا أَرْضُ ابْلَعِي ماءَكِ وَيا سَماءُ أَقْلِعِي [وَغِيضَ الْماءُ]) (٣) (هود : ٤٤) قال : أمر الأرض بإخراج الماء ، والسماء بصبّ الماء وكأنه على القلب (٤). وعن بعضهم في قوله تعالى : (وَإِذَا الْمَوْؤُدَةُ سُئِلَتْ) (التكوير : ٨) قال : إن الله ليسألكم عن الموءودات (٥) فيما بينكم في الحياة الدنيا.
وقال آخر في قوله : (فَلْيَتَنافَسِ الْمُتَنافِسُونَ) (المطففين : ٢٦) قال : إنهم تعبوا في الدنيا ، فإذا دخلوا الجنّة تنعّموا.
قال أبو القاسم : سمعت أبي يقول : سمعت علي بن محمد الوراق يقول سمعت يحيى ابن معاذ الرازي (٦) يقول : «أفواه الرجال حوانيتها ، وأسنانها صنائعها ، فإذا فتح الرجل باب حانوته تبيّن العطّار من البيطار ، والتمّار من الزّمار ، والله المستعان على سوء الزمان ، وقلّة الأعوان».
فصل
كتاب الله بحر عميق ، وفهمه دقيق ، لا يصل إلى فهمه إلاّ من تبحّر في العلوم ، وعامل الله
__________________
لم ينل ... (١٠٦) ، الحديث (٥٢١٩). ومسلم في الصحيح ٣ / ١٦٨١ ، كتاب اللباس والزينة (٣٧) ، باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره ... (٣٥) ، الحديث (١٢٦ / ٢١٢٩).
(١) السّكيت والسّكّيت : بالتشديد والتخفيف الذي يجيء في آخر الحلبة آخر الخيل.
(٢) في المخطوطة (خلفته).
(٣) ليست في المطبوعة.
(٤) في المخطوطة (الغالب).
(٥) في المخطوطة (المودات).
(٦) هو يحيى بن معاذ الواعظ أبو زكريا الرازي ، أحد رجال الصوفية ذكره أبو القاسم القشيري في «الرسالة» وعدّه من جملة المشايخ وقال فيه : «نسيج وحده في وقته له لسان في الرجاء خصوصا وكلام في المعرفة» خرج إلى بلخ وأقام بها مدة ورجع إلى نيسابور ومات بها ت ٢٥٨ ه (ابن خلكان ، وفيات الأعيان ٦ / ١٦٥).