عباراتنا شتّى وحسنك واحد |
|
وكلّ إلى ذاك الجمال يشير |
هذا كلّه حيث أمكن الجمع ، فأما إذا لم يمكن الجمع ، فالمتأخر من القولين عن الشخص الواحد مقدم عنه إن استويا في الصحة ، وإلا فالصحيح المقدّم ، وكثيرا ما يذكر المفسّرون شيئا في الآية على جهة التمثيل لما دخل في الآية ، فيظن بعض الناس أنه قصر الآية على ذلك ولقد بلغني عن شخص أنه أنكر على الشيخ أبي الحسن الشاذلي قوله في قوله : (نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها) (البقرة : ١٠٦) : «ما ذهب الله بوليّ إلاّ أتى بخير منه أو مثله».
* (الثالث) : الأخذ بمطلق اللغة فإن القرآن نزل (بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء : ١٩٥) وقد ذكره جماعة ، ونصّ عليه أحمد بن حنبل في مواضع ، لكن نقل الفضل بن زياد عنه ـ وقد سئل عن القرآن ـ تمثّل له رجل ببيت من الشعر ، فقال : ما يعجبني. فقيل : ظاهره المنع ، ولهذا قال بعضهم : في جواز تفسير القرآن بمقتضى اللغة روايتان عن أحمد وقيل : الكراهة تحمل على من يصرف الآية عن ظاهرها إلى معان خارجة محتملة ، يدل عليها القليل من كلام العرب ، ولا يوجد غالبا إلاّ في الشعر ونحوه ، ويكون المتبادر خلافها.
وروى البيهقي في شعب الإيمان عن مالك بن أنس قال : «لا أوتى برجل غير عالم بلغات العرب يفسّر كتاب الله إلا جعلته نكالا (١)».
(الرابع) التفسير بالمقتضى من معنى الكلام والمقتضب من قوة الشرع. وهذا هو الذي دعا به النبي صلىاللهعليهوسلم لابن عباس في قوله : «اللهم فقهه في الدين وعلّمه التأويل» (٢).
وروى البخاريّ [رحمهالله] (٣) في كتاب الجهاد في صحيحه عن عليّ : هل خصّكم رسول الله صلىاللهعليهوسلم بشيء؟ فقال : ما عندنا غير ما في هذه الصحيفة ، أو فهم يؤتاه الرجل (٤).
__________________
(١) ذكره السيوطي في الإتقان ٤ / ١٨٢.
(٢) الحديث أخرجه بلفظه أحمد في المسند ١ / ٢٦٦ ، وهو عند الشيخان بلفظ مقارب ، أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ١٦٩ ، كتاب العلم (٣) ، باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم «اللهم علمه الكتاب» (١٧) ، الحديث (٧٥). ومسلم في الصحيح ٤ / ١٩٢٧ ، كتاب فضائل الصحابة (٤٤) ، باب فضائل عبد الله بن عباس رضياللهعنهما (٣٠) الحديث (١٣٨ / ٣٤٧٧).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) أخرجه البخاري في الصحيح ١ / ٢٠٤ ، كتاب العلم (٣) ، باب كتابة العلم (٣٩) ، الحديث