مضرة (١) ، وأن الصّلاح (٢) مما ينبغي فعله [مما هو] (٣) منفعة ، وإن جهل المعاني التي جعلها الله إفسادا ، والمعاني التي جعلها [الله] (٤) إصلاحا. فأما (٥) تعليم التفسير ونقله عمّن قوله حجّة ففيه ثواب وأجر عظيم ؛ كتعليم الأحكام من الحلال والحرام.
تنبيه فأما كلام الصوفية في تفسير القرآن ، فقيل ليس تفسيرا ، وإنما هي معان [ومواجيد] (٦) يجدونها (٧) عند التلاوة ، كقول بعضهم في : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ) (التوبة : ١٢٣) إن المراد النفس ، فأمرنا بقتال من يلينا ، لأنها أقرب شيء إلينا وأقرب شيء إلى الإنسان نفسه.
قال ابن الصلاح (٨) في «فتاويه» : «وقد وجدت عن الإمام أبي الحسن الواحديّ (٩) أنه صنف أبو عبد الرحمن السلمي (١٠) «حقائق التفسير» فإن كان اعتقد أنّ ذلك تفسير فقد كفر.
قال : وأنا أقول : الظن بمن يوثق به منهم إذا قال شيئا من أمثال ذلك أنه لم يذكره تفسيرا ، ولا ذهب به مذهب الشرح للكلمة المذكورة في القرآن العظيم ، فإنه لو كان كذلك كانوا قد سلكوا مسلك الباطنية ، وإنما ذلك منهم ذكر لنظير ما ورد به القرآن ، فإن النظير
__________________
(١) في المخطوطة (مقره).
(٢) في المخطوطة (الإصلاح).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) لفظ الجلالة ليس في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (ما يعلمهم).
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (يحدثها).
(٨) تقدمت ترجمته في ١ / ٢٨٦ ، وكتابه «فتاوى ومسائل ابن الصلاح» طبع في بيروت بدار المعرفة عام ١٤٠٦ ه / ١٩٨٦ م بتحقيق د. عبد المعطي أمين القلعجي ، ومعه «أدب المفتي والمستفتي» له ، وانظر قوله في الكتاب ١ / ١٩٦ ـ ١٩٧.
(٩) تقدمت ترجمته في ١ / ١٠٥.
(١٠) تقدمت ترجمته في ١ / ٣٣١ ، وكتابه «حقائق التفسير» حققه سلمان ناصيف جاسم التكريتي كرسالة ماجستير بجامعة القاهرة عام ١٣٩٦ ه / ١٩٧٥ م في (١٦١٣) ص ـ (ذخائر التراث العربي ١ / ٥٧٦).