يذكر (١) بالنظير ، فمن ذلك مثال النفس في الآية المذكورة ، فكأنه قال : أمرنا بقتال النفس ومن يلينا من الكفار ، ومع ذلك فيا ليتهم لم يتساهلوا في مثل ذلك ، لما فيه من الإبهام والالتباس» انتهى.
فصل
حكى الشيخ أبو حيان (٢) عن بعض من عاصره أنّ [طالب] (٣) علم التفسير مضطر إلى النقل في فهم معاني تركيبه ، بالإسناد إلى مجاهد وطاوس وعكرمة وأضرابهم ، وأنّ فهم الآيات يتوقف على ذلك ، ثم بالغ الشيخ في رده لأثر عليّ (٤) السابق.
والحق أن علم التفسير ، منه ما يتوقف على النقل ، كسبب النزول ، والنسخ ، وتعيين المبهم ، وتبيين المجمل. ومنه ما لا يتوقف ، ويكفي في تحصيله التفقّه على الوجه المعتبر.
وكأن السبب في اصطلاح بعضهم على التفرقة بين التفسير (٥) والتأويل التمييز (٦) بين المنقول والمستنبط ، ليحمل على الاعتماد في المنقول ، وعلى النظر في المستنبط ، تجويزا له وازديادا ، وهذا من الفروع في الدين.
تنخيل لما سبق
واعلم أن القرآن قسمان : أحدهما ورد تفسيره بالنقل عمّن يعتبر تفسيره ، وقسم لم يرد.
والأول ثلاثة أنواع : إما أن يرد التفسير عن النبي صلىاللهعليهوسلم أو عن الصحابة أو عن رءوس التابعين ؛ فالأول يبحث فيه عن صحة السند ، والثاني ينظر في تفسير الصحابي ، فإن فسره من حيث [اللغة] (٧) فهم أهل اللسان فلا شك في اعتمادهم ، وإن فسره بما شاهده من الأسباب
__________________
(١) في المخطوطة (يدرك).
(٢) في مقدمة تفسيره البحر المحيط ١ / ٥ ، مع تصرف في النقل.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) تقدم في ٢ / ٣٠٢.
(٥) في المخطوطة (التفصيل).
(٦) في المخطوطة (والتمييز).
(٧) ساقطة من المخطوطة.