سؤال ؛ كأنّهم لما سألوا ، سمعوا ما قبله من رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وهو : (مَنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) أجابهم بقوله : (قُلِ اللهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ) ، فترك ذكر السؤال.
ونظيره : (قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِ) (يونس : ٣٥).
(مسألة) (١) [في النهي عن ذكر لفظ الحكاية عن الله تعالى ووجوب تجنب إطلاق الزائد على بعض الحروف الواردة في القرآن] (١).
وكثيرا ما يقع في كتب التفسير «حكى الله تعالى» و [هذا] (٢) ينبغي تجنّبه.
قال الإمام أبو نصر القشيري (٣) في كتابه «المرشد» : قال معظم أئمتنا : لا يقال : «كلام الله يحكى» ، ولا يقال : «حكى الله» لأن الحكاية الإتيان بمثل الشيء ، وليس بكلامه مثل. وتساهل قوم فأطلقوا لفظ الحكاية بمعنى الإخبار ، وكثيرا ما يقع في كلامهم إطلاق الزائد على بعض الحروف ، ك «ما» (٤) في نحو : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ) (آل عمران : ١٥٩) والكاف في نحو : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) (الشورى : ١١) ونحوه. والذي عليه المحققون تجنّب هذا اللفظ في القرآن ، إذ (٥) الزائد ما لا معنى له ، وكلام الله منزّه عن ذلك.
وممن نص على منع ذلك من (٦) المتقدمين الإمام داود الظاهري (٧) ، فذكر أبو عبد الله
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) هو عبد الرحيم بن أبي القاسم عبد الكريم بن هوازن أبو نصر القشيري تقدمت ترجمته في ٢ / ٢٤٨.
(٤) كذا في المطبوعة وفي المخطوطة (كالباء) وهو تحريف ، والصحيح «ما» لأنها تزاد بعد خمسة أحرف من حروف الجر وهي «من» و «عن» و «الكاف» و «ربّ» و «الباء» كما ذكره المصنف في ٣ / ١٥٣ في زيادة «ما».
(٥) في المخطوطة (لأن).
(٦) في المخطوطة (في).
(٧) هو داود بن علي بن خلف ، أبو سليمان البغدادي ، إمام أهل الظاهر. ولد سنة ٢٠٠ ه. كان أحد أئمة المسلمين وهداتهم ، سمع من أبي ثور ، وإسحاق بن راهويه ، ومسدد وغيرهم ، وجالس الأئمة ، وصنف الكتب. كان إماما ورعا ناسكا زاهدا. روى عنه ابنه محمد ، وزكريا الساجي ، ويوسف بن يعقوب الداودي وغيرهم وصنف في «فضائل الشافعي» ت ٢٧٠ ه (السبكي ، طبقات الشافعية ٢ / ٤٢).