استعير فيه ، كقوله تعالى : (يَوْمَ يُكْشَفُ [عَنْ ساقٍ]) (١) (القلم : ٤٢) في حمله على حقيقته. (الرابع) : ما أشعر به باشتقاق بعيد ، كما قال بعض الباطنية في البقرة : إنه إنسان يبقر عن أسرار العلوم ، وفي الهدهد إنه إنسان موصوف بجودة البحث والتنقيب (٢).
والأول أكثر ما يروج على المتفقهة الذين لم يتبحّروا (٣) في معرفة الأصول ، والثاني على المتكلم القاصر في معرفة شرائط النظم ، والثالث على صاحب الحديث الذي لم (٤) يتهذب في شرائط قبول الأخبار ، والرابع على الأديب الذي لم (٤) يتهذب بشرائط الاستعارات والاشتقاقات.
(فائدة) روي عن ابن عباس أنه سئل عن قوله تعالى : (أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ) (الإسراء : ٥١) فقال : الموت (٥). قال السهيليّ (٦) : «وهو تفسير يحتاج لتفسير». ورأيت لبعض المتأخّرين أن مراد ابن عباس أن الموت سيفنى كما يفنى كل شيء ، كما جاء أنه يذبح على الصراط ، فكأنّ المعنى : لو كنتم حجارة أو حديدا لبادر إليكم الموت ، ولو (٧) [كنتم الموت الذي يكبر في صدوركم فلا بدّ لكم من الموت. والله أعلم بتأويل ذلك.
قال : وبقي في نفسي من تأويل هذه الآية] (٧) شيء حتى يكمل الله نعمته في فهمها.
فصل
أصل الوقوف على معاني القرآن التدبّر والتفكر ، واعلم أنّه لا يحصل للناظر فهم معاني الوحي حقيقة ، ولا (٨) يظهر له أسرار العلم من غيب المعرفة وفي قلبه بدعة أو إصرار على
__________________
(١) ليست في المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (والتفسير).
(٣) في المخطوطة (يتحروا).
(٤) في المخطوطة (لا).
(٥) أخرجه الطبري في التفسير ١٥ / ٦٨ ، والحاكم في المستدرك ٢ / ٣٦٢ ، كتاب التفسير تفسير سورة بني إسرائيل ، وقال : على شرط مسلم ووافقه الذهبي». وأخرجه عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد (ذكره السيوطى في الدر المنثور ٤ / ١٨٧).
(٦) هو عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد السهيلي تقدم ذكره في ١ / ٢٤٢.
(٧) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٨) في المخطوطة (لا) ، والعبارة اضطربت في المخطوطة.