عن الآية ، لكن لما أريد دخول غيرهن قيل بلفظ التذكير : (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ) (الأحزاب : ٣٣) فعلم أن هذه الإرادة شاملة لجميع أهل البيت : الذكور والإناث ، بخلاف قوله (يا نِساءَ النَّبِيِ) (الأحزاب : ٣٢) ودلّ (١) [حديث الكساء] (٢) على أن عليّا وفاطمة أحقّ بهذا الوصف من الأزواج.
ومنها قوله صلىاللهعليهوسلم عن المسجد الذي أسّس على التقوى : «هو مسجدي هذا (٣)» وهو (٤) يقتضي أنّ ما ذكره أحقّ بهذا الاسم من غيره ، والحصر المذكور حصر الكمال ، كما يقال : هذا هو العالم العدل ، وإلاّ فلا شكّ أن مسجد قباء هو ما أسّس (٥) على التقوى ، وسياق القرآن يدلّ على أنه مراد بالآية.
فصل
وقد يكون اللفظ محتملا لمعنيين (٦) [١٠٨ / ب] وفي موضع آخر ما يعيّنه لأحدهما ، كقوله تعالى في سورة البقرة : (خَتَمَ اللهُ عَلى قُلُوبِهِمْ وَعَلى سَمْعِهِمْ وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ) (البقرة : ٧) فيحتمل أن يكون السمع معطوفا على (خَتَمَ) ويحتمل الوقف على [قوله] (٧) (قُلُوبِهِمْ) لأن الختم إنما يكون على القلب ؛ وهذا أولى ، لقوله في الجاثية : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً) (الآية : ٢٣).
وقوله تعالى في سورة الحجر : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ
__________________
(١) في المخطوطة (ودخل).
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٣) يروى هذا الحديث من ثلاث طرق : عن أبي سعيد الخدري ، وأبي بن كعب ، وسهل بن سعد الساعدي رضياللهعنهم* أما طريق أبي سعيد الخدري فأخرجها بأصلها مسلم في الصحيح ٢ / ١٠١٥ ، كتاب الحج (١٥) ، باب بيان أن المسجد الذي أسس ... (٩٦) ، الحديث (٥١٤ / ١٣٩٨) ولم يذكر الشاهد وأخرجها أحمد في المسند ٣ / ٨ ، والترمذي في السنن ٥ / ٢٨٠ ، كتاب تفسير القرآن (٤٨) ، تفسير سورة (١٠) التوبة ، باب (١٠) الحديث (٣٠٩٩) ، والنسائي في السنن ٢ / ٣٦ ، كتاب المساجد (٨) ، ذكر المسجد الذي أسس على التقوى (٨) ، الحديث (٦٩٧) * وأما طريق أبي بن كعب فأخرجها أحمد في المسند ٥ / ١١٦ ، * وأما طريق سهل بن سعد فأخرجها أحمد في المسند ٥ / ٣٣١ و ٣٣٥.
(٤) في المخطوطة (فإنه).
(٥) في المطبوعة (مؤسس).
(٦) عبارة المخطوطة (يحتمل المعنيين).
(٧) ساقطة من المطبوعة.