١٢٥) ظاهره الكعبة ، وباطنه القلب ، قال العلماء : ونحن نقطع أن المراد بخطاب إبراهيم الكعبة ؛ لكن العالم يتجاوز (١) إلى القلب بطريق الاعتبار عند قوم ، والأولى عند آخرين ، ومن باطنه إلحاق سائر المساجد به ، ومن ظاهره عند قوم العبور فيه.
فصل
ومما يعين (٢) على المعنى عند الإشكال أمور :
(أحدها) : ردّ الكلمة لضدّها ، كقوله تعالى : (وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ آثِماً أَوْ كَفُوراً) (الإنسان : ٢٤) [أي «ولا كفورا»] (٣) والطريقة أن يردّ النهي منه إلى الأمر ، فنقول معنى : «أطع هذا أو هذا» : أطع أحدهما ، وعلى هذا معناه في النهي : ولا تطع واحدا منهما.
(الثاني) : ردّها إلى نظيرها ، كما في قوله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللهُ فِي أَوْلادِكُمْ) (النساء : ١١) فهذا عام ، وقوله : (فَوْقَ اثْنَتَيْنِ) (النساء : ١١) قول حدّ (٤) أحد طرفيه وأرخي الطرف الآخر إلى غير نهاية ؛ لأن أول ما فوق الثنتين الثلاث وآخره لا نهاية له. وقوله : (وَإِنْ كانَتْ واحِدَةً) (النساء : ١١) محدودة الطرفين ، فالثنتان خارجتان من هذا الفصل ، وأمسك الله [تعالى] (٥) عن ذكر الثنتين [وذكر] (٦) الواحدة والثلاث وما فوقها. وأما قوله في الأخوات : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَها نِصْفُ ما تَرَكَ ...) (النساء : ١٧٦) الآية فذكر الواحدة والاثنتين ، وأمسك عن ذكر الثلاث وما (٧) فوقهن ، فضمّن كلّ واحد من الفصلين ما كفّ عن ذكره في الآخر ، فوجب حمل كل واحد منهما فيما أمسك عنه فيه على ما ذكره في غيره.
(الثالث) : ما يتصل بها من خبر أو شرط أو إيضاح في معنى آخر ، كقوله تعالى : (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً) (فاطر : ١٠) يحتمل أن يكون معناها [١٠٩ / أ]
__________________
(١) في المخطوطة (لم يتجاوز).
(٢) في المخطوطة (يتعين).
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (خذ).
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) ساقطة من المخطوطة.
(٧) في المخطوطة (وأما).