(فصل)
وأما ما فيه من الإجمال في الظاهر فكثير ، وله أسباب :
(أحدها) : أن يعرض (١) من ألفاظ (٢) مختلفة مشتركة وقعت في التركيب ، كقوله [تعالى] (٣) : (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (القلم : ٢٠) قيل : معناه كالنهار مبيضة لا شيء فيها ، وقيل كالليل مظلمة لا شيء فيها. وكقوله : (وَاللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ) (التكوير : ١٧) قيل : أقبل ، وأدبر.
وكالأمّة في قوله تعالى : (وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً [مِنَ النَّاسِ]) (٤) (القصص : ٢٣) [بمعنى الجماعة] (٣) ، و [في] (٣) قوله : (إِنَّ إِبْراهِيمَ كانَ أُمَّةً) (النحل : ١٢٠) بمعنى الرجل الجامع للخير المقتدى [به] (٣). وبمعنى الدّين في قوله [تعالى] (٥) : (إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ) (الزخرف : ٢٢ و ٢٣) وبمعنى الزمان في قوله تعالى : (وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ) (يوسف : ٤٥).
وكالذرية فإنها في الاستعمال العرفي «الأدنى» ومنه : (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَسُلَيْمانَ) (الأنعام : ٨٤) وقد يطلق على «الأعلى» بدليل قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ اصْطَفى آدَمَ ...) الآية (آل عمران : ٣٣) ثم قال : (ذُرِّيَّةً) (آل عمران : ٣٤) وبها يجاب عن الإشكال المشهور في قوله تعالى : (حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (يس : ٤١) على بحث فيه (٦).
وقال مكيّ في قوله تعالى : (فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِينَ) (الزخرف : ٨١) أي أول من يعبد الله. ومن قال : «الآنفين» (٧) [١١١ / أ] فقوله (٨) مردود ، لأنه يلزم أن يكون العبدين لأنه إنما يقال : عبد من كذا ، أي أنف.
__________________
(١) في المخطوطة (تعرض).
(٢) في المخطوطة (ألفاظه).
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.
(٥) ليست في المخطوطة.
(٦) انظر البحر المحيط لأبي حيان ٣ / ٣٣٨. تفسير سورة (يس).
(٧) في المخطوطة (إن لا).
(٨) في المخطوطة (فإنه).