عموم تلك. ومثله قوله تعالى : (أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيها مَتاعٌ لَكُمْ) (النور : ٢٩).
ونظيره قوله : (وَالدَّمَ) (البقرة : ١٧٣) وقال في آية أخرى : (إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً) (الأنعام : ١٤٥) يعني [إلا] (١) الكبد والطحال ؛ فهو حلال. ثم هذه الآية خاصة في سورة الأنعام وهي مكية ، والآية العامة في سورة المائدة (الآية : ٣) وهي مدنية ، وقد تقدّم الخاصّ على العام في هذا الموضع ، كما تقدّم في النزول آية الوضوء ؛ على أنه (٢) التيمّم ، وهذا ماش (٣) على مذهب الشافعي في أن العبرة بالخاص ؛ سواء تقدّم أم تأخر.
ومثله قوله تعالى : (وَآتَيْتُمْ إِحْداهُنَّ قِنْطاراً ...) الآية (النساء : ٢٠) وهذا عام سواء رضيت المرأة أم لا ، ثم خصّها بقوله : (فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ) (النساء : ٤) وخصّها بقوله : (فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) (البقرة : ٢٢٩). ومثله قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ [بِأَنْفُسِهِنَ]) (٤) ... الآية (البقرة : ٢٢٨) فهذا عام في المدخول بها وغيرها (٥) [ثم خصها فقال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ ...) الآية (الأحزاب : ٤٩) فخصّ الآيسة والصغيرة والحامل ؛ فالآئسة والصغيرة بالأشهر ، والحامل بالوضع.
ونظيره قوله : (وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ ...) الآية (البقرة : ٢٣٤) وهذا عام في الحامل والحائل] (٥) ثم خص بقوله : (وَأُولاتُ الْأَحْمالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَ) (الطلاق : ٤). ونظيره قوله تعالى : (فَانْكِحُوا ما طابَ لَكُمْ مِنَ النِّساءِ ...) الآية (النساء : ٣) وهذا عام في ذوات المحارم والأجنبيات ، ثم خص بقوله : (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ ...) الآية (النساء : ٢٣).
وقوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) (النور : ٢) عام في الحرائر والإماء ، ثم خصه (٥) [بقوله : (فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ ما عَلَى الْمُحْصَناتِ مِنَ الْعَذابِ) (النساء : ٢٥) وقوله : (لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ) (البقرة : ٢٥٤) فإن الخلة عامّة ، ثم خصها] (٥) بقوله :
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) في المخطوطة (آية).
(٣) في المخطوطة (ما نزل).
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.