مصدرا كالإمام ، وأن يكون من الصفات المجراة مجرى المصادر في ترك التثنية والجمع كحسب (١). ويحتمل أن يكون محمولا على المعنى ، كقولهم (٢) : دخلنا على الأمير وكسانا حلة ؛ والمراد : كلّ واحد حلّة ، وكذلك هو «واجعل كلّ واحد منّا إماما».
(الخامس عشر) : خطاب الواحد والجمع بلفظ الاثنين. كقوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) (ق : ٢٤) والمراد : مالك ، خازن النار. وقال الفرّاء (٣) : «الخطاب لخزنة النار والزبانية ؛ وأصل ذلك أن الرّفقة (٤) أدنى ما تكون من ثلاثة نفر ، فجرى كلام (٥) الواحد على صاحبيه». ويجوز أن يكون الخطاب للملكين الموكلين ، من قوله : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) (ق : ٢١). وقال أبو عثمان (٦) : «لما ثنّى الضمير استغنى عن أن يقول : ألق ألق ، يشير إلى إرادة التأكيد اللفظيّ». وجعل المهدويّ (٧) منه قوله تعالى : (قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما) (يونس : ٨٩) قال : الخطاب لموسى وحده لأنه الداعي ، وقيل : لهما ، وكان هارون قد أمّن على دعائه ، والمؤمّن أحد الداعيين.
(السادس عشر) : خطاب الاثنين بلفظ الواحد. كقوله تعالى : ([قالَ] (٨) فَمَنْ
__________________
كان إماما في علم النحو ، مستحضرا له غاية الاستحضار ، يقال : «كان خاتمة أئمة النحو» وكانت إقامته بإشبيلية من مصنفاته «شرح المقدمة الجزولية» وكتاب في النحو سمّاه «التوطئة» ت ٦٤٥ ه وفيات الأعيان ٣ / ٤٥١).
(١) في المخطوطة (فحسب).
(٢) في المخطوطة (كقوله).
(٣) انظر معاني القرآن ٣ / ٧٨ ، في الكلام على الآية (٢٤) من سورة ق ، بتصرّف.
(٤) في المخطوطة (الوقفة).
(٥) في المخطوطة (الكلام).
(٦) هو بكر بن محمد بن بقية الإمام أبو عثمان المازني الإمام اللغوي ، روى عن : أبي عبيدة ، والأصمعي ، وأبي زيد. وروى عنه : المبرّد ، والفضل بن محمد اليزيدي وجماعة. وكان إماما في العربية متسعا فيها وفي الرواية. وقد ناظر الأخفش في أشياء كثيرة فقطعه ، قال المبرّد : «لم يكن بعد سيبويه أعلم بالنحو من أبي عثمان». من تصانيفه «علل النحو» و «تفاسير كتاب سيبويه» و «الديباج» ت ٢٤٨ ه (بغية الوعاة ١ / ٤٦٣).
(٧) هو أحمد بن عمّار بن أبي العباس ، تقدم التعريف به في ١ / ٤٨٨.
(٨) ليست في المطبوعة.