وكذلك : (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها) (النساء : ٤٠) ، حذفت النون تنبيها على أنها وإن كانت صغيرة المقدار ، حقيرة في الاعتبار ، فإن اليه ترتيبها وتضاعيفها. ومثله : (إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ) (لقمان : ١٦).
وكذلك : (أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ) (غافر : ٥٠) جاءتهم الرسل من أقرب شيء في البيان ، الذي أقلّ من مبدإ فيه وهو الحسّ ، إلى العقل ، إلى الذكر ، ورقّوهم من أخفض رتبة ـ وهي الجهل ـ إلى أرفع درجة في العلم ـ وهي اليقين ـ وهذا بخلاف قوله تعالى : (أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ) (المؤمنون : ١٠٥) ؛ فإن كون تلاوة الآيات قد أكمل كونه وتم. [و] (١) كذلك : (أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللهِ واسِعَةً فَتُهاجِرُوا فِيها) (النساء : ٩٧) ، هذا قد تمّ كونه. وكذلك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ) (البيّنة : ١) ، [هذا] (١) قد تمّ كونهم غير منفكين إلى تلك الغاية المجعولة لهم ، وهي مجيء البيّنة.
وكذلك : (فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمانُهُمْ) (غافر : ٨٥) ، انتفى عن إيمانهم مبدأ الانتفاع وأقله ، فانتفى أصله.
فصل
فيما كتبت الألف فيه واوا على لفظ التفخيم
(٢) وذلك في أربعة أصول مطّردة ، وأربعة أحرف متفرعة.
فالأربعة الأصول هي : (الصَّلاةَ) (البقرة : ٣) و (الزَّكاةَ) (البقرة : ٤٣) و (الْحَياةِ) (البقرة : ٨٥) والربوا (البقرة : ٢٧٥).
والأربعة الأحرف : قوله في الأنعام (الآية : ٥٢) والكهف (الآية : ٢٨) : (بِالْغَداةِ) ، والنور (كَمِشْكاةٍ) (الآية : ٣٥) ، وفي المؤمن النّجوة (غافر : ٤١) ، وفي النجم (وَمَناةَ) (الآية : ٢٠).
فأما قوله : (وَما كانَ صَلاتُهُمْ) (الأنفال : ٣٥) ، (إِنَّ صَلاتِي) (الأنعام : ١٦٢) ؛ (حَياتُنَا الدُّنْيا) (الأنعام : ٢٩) (وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً) (الروم : ٣٩) ، فالرسم بالألف في الكلّ.
__________________
(١) ساقط من المخطوطة.
(٢) انظر المقنع للداني ص ٥٤ باب ذكر ما رسمت الألف فيه واوا على لفظ التفخيم.