سُلْطاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ) (الروم : ٣٥) أي أنزلنا برهانا يستدلون به ، وهو يدلّهم ، سمّى (١) الدلالة «كلاما» ، لأنّها من لوازم الكلام. وقوله : (صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُماتِ) (الأنعام : ٣٩) فإن الأصل «عمي» لقوله في موضع آخر : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ) (البقرة : ١٨) لكن أتى بالظلمات لأنها من لوازم العمي. فإن قيل : ما الحكمة في دخول الواو هنا وفي التعبير بالظلمات عن العمى بخلافه في الآية الأخرى (٢).
(السادس) : إطلاق اسم اللازم على الملزوم. كقوله تعالى : (فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ) (الصافات : ١٤٣) أي المصلّين.
(السابع) إطلاق اسم المطلق على المقيد : كقوله : (فَعَقَرُوا النَّاقَةَ) (الأعراف : ٧٧) والعاقر لها من قوم صالح قدار (٣) ؛ لكنّهم (٤) لما رضوا الفعل (٥) نزّلوا منزلة الفاعل.
(الثامن) : عكسه. كقوله تعالى [١٢٠ / أ] : (تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ) (آل عمران : ٦٤) والمراد كلمة (٦) الشهادة ، وهي عدة كلمات.
(التاسع) : إطلاق اسم الخاص وإرادة العام. كقوله تعالى : (إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ) (الزخرف : ٤٦) أي رسله. وقال : (هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ) (المنافقون : ٤) أي الأعداء. (وَخُضْتُمْ كَالَّذِي خاضُوا) (التوبة : ٦٩) أي الذين. وقوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ) (التكوير : ١٤) [أي كلّ نفس] (٧). وقوله : (وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها) (الشورى : ٤٠) أي كلّ سيئة. وقوله تعالى : (يا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكافِرِينَ) (الأحزاب : ١) الخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، والمراد الناس جميعا.
__________________
(١) في المخطوطة (فسمّى).
(٢) كذا في المخطوطة ذكر السؤال ولم يذكر الجواب.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (قيدار) ، قال القرطبي في التفسير ٧ / ٢٤١ : «وقد اختلف في عاقر الناقة على أقوال : أصحها ما في صحيح مسلم ٤ / ٢١٩١ ، الحديث ٤٩ / ٢٨٥٥ من حديث عبد الله بن زمعة قال «خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فذكر الناقة وذكر الذي عقرها فقال : (إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها) انبعث لها رجل عزيز عارم منيع في رهطه مثل أبي زمعة» وذكر الحديث ، وقيل في اسمه : قدار بن سالف ، وحديث مسلم رواه أيضا البخاري في الصحيح ٦ / ٣٧٨ كتاب أحاديث الأنبياء (٦٠) الحديث (٣٣٧٧) وفي التفسير (٦٥) الحديث (٤٩٤٢).
(٤) في المخطوطة (لكن).
(٥) في المخطوطة (بالفعل).
(٦) في المخطوطة (كل).
(٧) ساقطة من المخطوطة.