(العاشر) إطلاق اسم العام وإرادة الخاص. كقوله تعالى : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ) (الشورى : ٥) (١) [أي للمؤمنين ، بدليل قوله في موضع آخر : (وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)] (١) (غافر : ٧) ولمّا خفي هذا على بعضهم زعم أنّ الأولى منسوخة بالثانية.
وكقوله تعالى : (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) (البقرة : ١١٦) أي أهل طاعته ، لا الناس أجمعون ، حكاه الواحديّ عن ابن عباس وغيره ، واختاره الفرّاء (٢). وقوله : (كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً) (البقرة : ٢١٣) قيل : المراد بالناس هنا نوح ومن معه في السفينة. وقيل آدم وحواء.
وقوله : (وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ) (آل عمران : ٣٣) أي عالمي زمانه ، ولا يصح العموم ؛ لأنه إذا فضّل أحدهم على العالمين فقد فضّل على سائرهم ؛ لأنه (٣) من العالمين ، فإذا فضّل الآخرين على العالمين فقد فضّلهم أيضا على الأول ؛ لأنه من العالمين ، فيصير الفاضل مفضولا ؛ ولا يصح. وقوله : (ما تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ) (الذاريات : ٤٢) أي شيء يحكم عليه بالذهاب ، بدليل قوله : (فَأَصْبَحُوا لا يُرى إِلاَّ مَساكِنُهُمْ) (الأحقاف : ٢٥). وقوله : (تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّها) (الأحقاف : ٢٥) [ولم تجتح هودا والمسلمين معه] (٤). وقوله : (وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) (النمل : ٢٣) مع أنها لم تؤت لحية ولا ذكرا. وقوله : (فَتَحْنا عَلَيْهِمْ أَبْوابَ كُلِّ شَيْءٍ) (الأنعام : ٤٤) أي أحبّوه.
وقوله : (حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً) (النور : ٣٩) أي [شيئا] (٥) مما ظنّه وقدره (٦). وقوله حكاية عن نبيه صلىاللهعليهوسلم : (وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) (الأنعام : ١٦٣) وعن موسى (٧) (وَأَنَا أَوَّلُ (٨) الْمُؤْمِنِينَ) (الأعراف : ١٤٣) ولم يرد الكلّ ؛ لأن الأنبياء
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) معاني القرآن ١ / ٧٤.
(٣) في المخطوطة (لأنهم).
(٤) ليست في المطبوعة.
(٥) ساقطة من المطبوعة.
(٦) في المخطوطة (وقدروه).
(٧) في المخطوطة (عيسى عليهالسلام).
(٨) تصحفت الآية في المخطوطة إلى (وأنا أول المسلمين المؤمنين).