لِوَجْهِ اللهِ) (الدهر : ٩) (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ) (القصص : ٨٨). قلت : والأشبه حمله على أن المزاد به الذات ، كما في قوله تعالى : (بَلى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ) (البقرة : ١١٢) وهو أولى من دعوى الزيادة.
ومن الزيادة دعوى أبي عبيدة (١) (يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ) (الشعراء : ٧٢) أن (إِذْ) زائدة. وقوله : (وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) (آل عمران : ٥٠). وقوله : (وَإِنْ يَكُ صادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ) (المؤمن : ٢٨) وقد سبق.
* (الرابع عشر) : تسمية الشيء بما يؤول إليه. كقوله تعالى : (وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فاجِراً كَفَّاراً) (نوح : ٢٧) أي صائرا إلى الفجور والكفر. وقوله : (إِنِّي أَرانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً) (يوسف : ٣٦) أي لأنّ الّذي تأكل الطير منه إنما هو البرّ لا الخبز. ولم يذكر العلماء هذا من جملة الأمثلة ؛ إنما اقتصروا في التمثيل على قوله : (أَعْصِرُ خَمْراً) (يوسف : ٣٦) أي عنبا ، فعبّر عنه لأنه آيل إلى الخمريّة. وقيل : لا مجاز فيه ، فإن الخمر العنب بعينه ، لغة لأزد عمان ؛ نقله الفارسي (٢) في «التذكرة» عن «غريب القرآن» لابن دريد (٣). وقيل : اكتفى بالمسبّب ، الذي هو الخمر ، عن السبب ، الذي هو العنب قاله ابن جني في «الخصائص» (٤). وقيل : لا مجاز في الاسم بل في الفعل ، وهو (أَعْصِرُ) ؛ فإنه أطلق وأريد به أستخرج (٥) وإليه ذهب ابن عزيز في «غريبه» (٦).
وقوله (٧) : ([حَتَّى] (٨) تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ) (البقرة : ٢٣٠) سماه زوجا لأنّ العقد
__________________
(١) هو معمر بن المثنى تقدم التعريف به في ١ / ٣٨٣.
(٢) الحسن بن أحمد بن عبد الغفار أبو علي الفارسي تقدم التعريف به في ١ / ٣٧٥ ، وكتابه «التذكرة». ذكره القفطي في إنباه الرواة ١ / ٣٠٩ ، وقال حاجي خليفة في كشف الظنون ١ / ٣٨٤ : «وهو كبير في مجلدات لخّصه أبو الفتح عثمان بن جني النحوي». ومنه نسخة قديمة مخطوطة بمكتبة ميرزا فضل الله في إيران زنجان ، وهي عبارة عن الجزء الثاني فقط ويغلب على الظن أن النسخة من خطوط القرن الخامس ، (انظر مجلة لغة العرب س ٦ ، ج ٢ ، ص ٩٢ وبروكلمان عربي ٢ / ١٩٣).
(٣) هو أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد ، تقدم التعريف به في ١ / ١٥٢ ، وكتابه تقدم التعريف به أول النوع الثامن عشر (معرفة غريب القرآن).
(٤) انظر الخصائص لابن جني ٣ / ١٧٧ ، باب في توجّه اللفظ الواحد إلى معنيين اثنين.
(٥) في المخطوطة (الاستخراج).
(٦) تقدم التعريف به وبكتابه في ١ / ٣٩٣. وانظر قوله في نزهة القلوب ص ٨٠.
(٧) في المخطوطة (وقيل).
(٨) ليست في المخطوطة.