التعلق ، ذكره السكاكيّ (١) ، وخرّج عليه قوله تعالى : (ما مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ) (الأعراف : ١٢) يعني «ما دعاك ألاّ تسجد»؟ [١٢٢ / أ] واعتصم بذلك في عدم زيادة «لا». وقيل : معناه : ما حماك في ألاّ تسجد ـ أي من العقوبة ـ أي ما جعلك في منعة من عقوبة ترك السجود. وهذا لا يصحّ ؛ أما الأول فلم يثبت في اللّغة وأما الثاني فكأن تركيبه : «ما يمنعك» سؤالا [يتناقض] (٢) عما [يمنعه] (٣) لا بلفظ الماضي ، لأنه لا تخويف بماض.
ويجاب بأن المخالفة تقتضي الأمنة ، كأنه قيل : ما أمنك حتى خالفت! بيانا لاغتراره وعدم رشده ، وأنه إنما خالف وحاله حال من امتنع بقوته من عذاب ربه ، فكنى عنه ب «ما منعك» تهكّما ، لا أنه امتنع حقيقة وإنما جسر جسارة (٤) من هو في منعة. وردّ أيضا بأنه أجاب ب (أَنَا خَيْرٌ) ، وهو لا يصلح جوابا إلا لترك السجود. وأجيب بأنه لم يجب ، ولكن (٥) عدل بذلك جواب ما لا يمكن جوابه.
* (الحادي والعشرون) : إقامة صيغة مقام أخرى. وله صور :
فمنه «فاعل» بمعنى «مفعول» كقوله [تعالى] (٦) : (لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ) (هود : ٤٣). [أي] (٧) لا معصوم. وقوله تعالى : (مِنْ [ماءٍ]) (٨) دافِقٍ (الطارق : ٦) أي مدفوق. و ([فِي]) (٩) عِيشَةٍ [راضِيَةٍ] (١٠) أي مرضيّة بها وقيل : على النسب ، أي ذات رضا ، وهو مجاز إفراد لا تركيب (١١). وقوله : (أَنَّا جَعَلْنا حَرَماً آمِناً) (العنكبوت : ٦٧) أي مأمونا [فيه] (١٢). (١٣) [(وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً) (الإسراء : ١٢) أي مبصور
__________________
(١) انظر كتابه مفتاح العلوم ص ٣٦٧ ، (بتصحيح نعيم زرزور) الفصل الثاني : المجاز اللغوي الراجع إلى المعنى المفيد ... ، والسكاكي تقدم التعريف به في ١ / ٣٦٣.
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) عبارة المخطوطة (خسر خسارة).
(٥) في المخطوطة (ولكنه).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) ساقطة من المخطوطة.
(٨) ليست في المطبوعة.
(٩) ليست في المخطوطة.
(١٠) ليست في المطبوعة.
(١١) في المخطوطة (إذ لا تركيب).
(١٢) ساقطة من المطبوعة.
(١٣) ما بين الحاصرتين ليس في المطبوعة.