وإطلاق اسم الكلمة على المتكلم كقوله تعالى : (لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ) (يونس : ٦٤). أي لمقتضى عذاب الله ، و (إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ) (آل عمران : ٤٥) تجوّز بالكلمة عن المسيح ، لكونه تكوّن بها من غير أب ، بدليل قوله : (وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ) (آل عمران : ٤٥) ولا تتّصف الكلمة بذلك. وأما قوله تعالى : (اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى) (آل عمران : ٤٥) فإنّ الضمير فيه عائد إلى مدلول الكلمة ، والمراد بالاسم المسمّى ، فالمعنى : المسمّى المبشر به المسيح ابن مريم.
وإطلاق اسم اليمين على المحلوف به ؛ كقوله تعالى : (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ) (البقرة : ٢٢٤) أي لا تجعلوا يمين الله أو قسم الله مانعا لما تحلفون عليه من البر والتقوى بين الناس.
إطلاق (١) الهوى عن (٢) عن المهويّ ، ومنه : (وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى) (النازعات : ٤٠) أي عمّا تهواه من المعاصي ، ولا يصحّ نهيها عن هواها ، وهو ميلها ؛ لأنه (٣) تكليف لما لا يطاق ؛ إلا على حذف مضاف ، أي نهي النفس عن اتباع الهوى.
التجوز عن المجاز بالمجاز
وهو أن تجعل المجاز المأخوذ عن الحقيقة بمثابة الحقيقة بالنسبة إلى مجاز آخر ؛ فتتجوّز بالمجاز الأول عن الثاني لعلاقة بينهما. مثاله قوله تعالى : (وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا) (البقرة : ٢٣٥) فإنه مجاز عن مجاز (٤) [فإن الوطء تجوّز عنه بالسرّ ، لأنه لا يقع غالبا إلا في السرّ وتجوّز بالسرّ عن العقد ؛ لأنه مسبب عنه ، فالصحيح للمجاز الأول] (٤) الملازمة ، والثاني السببية ، والمعنى : «لا تواعدوهن عقد نكاح».
وكذلك قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْفُرْ بِالْإِيمانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ) (المائدة : ٥) إن (٥)
__________________
(١) في المخطوطة : (وإطلاق).
(٢) في المخطوطة : (على).
(٣) في المخطوطة : (وهو).
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (أي).