خبر عن موسى ، وهو موجود حاضر في الملك ، وهذا بخلاف : (قُرَّةَ أَعْيُنٍ) (الفرقان : ٧٤) ، فإنه هنا بمعنى الاسم ، وهو ملكوتيّ إذ هو غير حاضر.
* ومنه : (وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ) (المجادلة : ٨ و ٩) مدت في موضعين في سورة المجادلة ، لأن معناها الفعل ، والتقدير : ولا تتناجوا بأن تعصوا الرسول ، ونفس هذا النجو الواقع منهم في الوجود هو فعل معصية لوقوع النهي عنه.
* ومنه «اللعنة» مدّت في موضعين : في آية المباهلة (١) ، وفي آية اللّعان (٢) وكونهما بمعنى الفعل ظاهر.
* ومنه : «الشجرة» في موضع : (إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ) (الدخان : ٤٣) ، لأنها بمعنى الفعل اللازم وهو تزقّمها بالأكل ؛ بدليل قوله تعالى : (فِي الْبُطُونِ) (الدخان : ٤٥) ، فهذه صفة فعل كما في الواقعة : (لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ) (الآية : ٥٢) ، وهذا بخلاف قوله : (أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلاً أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ) (الصّافات : ٦٢) ، [٦٢ / ب] فإن هذه وصفها بأنها : (فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ) (الصافات : ٦٣) ، (إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ) (الصافات : ٦٤) فهو حلية للاسم ؛ فلذلك قبضت تاؤها.
* ومنه «الجنة» مدّت في موضع واحد ، في الواقعة : وجنات نعيم (الواقعة : ٨٩) لكونها بمعنى فعل التنعّم بالنعيم ، بدليل اقترانها بالروح والريحان وتأخرها عنهما وهما من الجنة ، فهذه جنة خاصة بالمنعّم بها. وأما (مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) (الشعراء : ٨٥) و (أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ) (المعارج : ٣٨) ؛ فإن هذا بمعنى الاسم الكلّي.
ولم تمد (تَصْلِيَةُ جَحِيمٍ) (الواقعة : ٩٤) لأنها اسم ما يفعل بالمكذّب في الآخرة ، أخبرنا الله بذلك ؛ فالمؤمن يعلمه تصديقا ، ولا يحذف لفعل أبدا ، والضابط لذلك : أنّ ما كان بمعنى الاسم لم تمد تاؤه مثل : (زَهْرَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) (طه : ١٣١) ، و (صِبْغَةَ اللهِ) (البقرة : ١٣٨) و (زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) (الحج : ١) ، و (تَحِلَّةَ أَيْمانِكُمْ) ، (التحريم : ٢) ، و (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ) (قريش : ٢) ، و (حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) (المسد : ٤).
__________________
(١) وهي قوله تعالى : (ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبِينَ) [آل عمران : ٦١]
(٢) وهي قوله تعالى : (وَالْخامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللهِ عَلَيْهِ إِنْ كانَ مِنَ الْكاذِبِينَ) [النور : ٧]