للخلق وإعلامهم بأنّهم أهل لأن (١) يدعى عليهم ، كما في الرجاء وغيره مما سبق.
(فائدة) ذكر الزمخشري أن الاستعطاف ، نحو «تالله هل قام زيد» قسم ، والصحيح أنه ليس بقسم ، لكونه خبرا.
الثاني الاستخبار
وهو طلب خبر ما ليس عندك ، وهو بمعنى الاستفهام [في القرآن] (٢) ؛ أي طلب الفهم ؛ ومنهم من فرّق بينهما بأن الاستخبار ما سبق أولا ولم يفهم حق الفهم ؛ فإذا سألت عنه ثانيا كان استفهاما ؛ حكاه ابن فارس (٣) في «فقه العربية» ولكون الاستفهام طلب ما في الخارج أو تحصيله في الذهن لزم ألاّ يكون حقيقة إلا إذا صدر من شاكّ مصدّق بإمكان الإعلام ؛ فإن غير الشاكّ إذا استفهم يلزم تحصيل الحاصل ، وإذا لم يصدّق بإمكان الإعلام انتفت فائدة الاستفهام.
***
وفي الاستفهام فوائد :
(الأولى) : قال [١٢٨ / ب] بعض الأئمة : ما جاء على لفظ الاستفهام في القرآن فإنما يقع في خطاب الله تعالى (٤) على معنى أن المخاطب عنده علم ذلك (٤) الإثبات أو النفي حاصل ، فيستفهم عنه نفسه تخبره (٥) به ، إذ قد وضعه الله عندها ، فالإثبات كقوله تعالى : (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللهِ حَدِيثاً) (النساء : ٨٧) والنفي كقوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً) (الإنسان : ١) (فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) (هود : ١٤) ومعنى ذلك أنه قد حصل لكم العلم بذلك (٦) تجدونه عندكم إذا استفهمتم أنفسكم عنه ، فإن الرب تعالى لا يستفهم خلقه عن شيء ، وإنما يستفهمهم (٧) ليقرّرهم (٨) ويذكّرهم أنهم قد علموا حق ذلك الشيء ؛ فهذا أسلوب بديع انفرد به خطاب القرآن ، وهو في كلام البشر مختلف.
__________________
(١) في المخطوطة (بأن).
(٢) ليست في المطبوعة.
(٣) هو أحمد بن فارس بن زكريا ، وانظر قوله في الصاحبي في فقه اللغة ص ١٥١ ـ ١٥٢.
(٤) تكررت العبارة في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (يخبره).
(٦) في المخطوطة (ذلك) بدل (العلم بذلك).
(٧) في المخطوطة (يستفهم).
(٨) في المخطوطة (ليقدرهم).