«ما» يشتمل على الأقسام التي ذكرت قبل. وكذلك : (لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ) (المائدة : ٨٠). حرف «ما» مفصول ؛ لأنه يشمل ما بعده من الأقسام.
* ومنه (١) (يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ) (الذاريات : ١٣). (يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ) (غافر : ١٦) ، حرفان فصل الضمير منهما لأنه مبتدأ ، وأضيف «اليوم» إلى الجملة المنفصلة عنه. و (يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ) (الطور : ٤٥) و (يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ) (الزخرف : ٨٣) ، وصل الضمير لأنه مفرد ؛ فهو جزء الكلمة المركبة من «اليوم» المضاف والضمير المضاف إليه.
* ومنه (٢) «في ما» مفصول أحد عشر حرفا : في البقرة (فِي ما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ مِنْ مَعْرُوفٍ) (الآية : ٢٤٠) ، وذلك لأنّ «ما» يقع على فرد واحد من أنواع ينفصل بها المعروف في الوجود [و] (٣) على البدلية أو الجمع ؛ يدلّ على ذلك تنكيره «المعروف» ودخول حرف التبعيض عليه ، فهو حسّيّ يقسّم ، وحرف «ما» وقع على كلّ واحد منهما على البدلية أو الجمع ؛ وأما قوله : (فَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما فَعَلْنَ فِي أَنْفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ) ، (البقرة : ٢٣٤) فهذا موصول لأن «ما» واقعة على شيء [واحد] (٣) غير مفصل ، يدلّك عليه وصفه بالمعروف. وكذلك : (فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ) (الأنبياء : ١٠٢) ، وهو مفصول ؛ لأن شهوات الأنفس مختلفة أو مفصلة في الوجود كذلك ، فتدبّره في سائرها.
* ومنه (٤) : (لكيلا) موصول في ثلاثة مواضع ؛ وباقيها منفصل ؛ وإنما يوصل حيث يكون حرف النفي دخل على معنى كلّي فيوصل ؛ لأن نفي الكليّ نفي لجميع جزئياته ، فعلّة نفيه هي علّة نفي أجزائه ؛ وليس للكلي المنفي أفراد في الوجود ، وإنما ذلك فيه بالتوهم ، ويفصل حيث يكون حرف النفي دخل على جزئي ؛ فإن نفي الجزئيّ لا يلزم منه نفي الكليّ ؛ فلا تكون علته علة نفي الجمع. (لِكَيْلا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً) [في الحج] (٥) (الآية : ٥) ، وفي الأحزاب : (لِكَيْلا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ) (الآية : ٥٠) ، وفي الحديد : (لِكَيْلا تَأْسَوْا [عَلى ما فاتَكُمْ]) (٥) (الآية : ٢٣).
__________________
(١) انظر المقنع للداني ص ٧٥ باب ذكر ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ، ذكر يوم هم.
(٢) انظر المقنع ص ٧١ ـ ٧٢ ذكر (في ما).
(٣) ساقط من المخطوطة.
(٤) انظر المقنع للداني ص ٧٥ ذكر لكي لا.
(٥) ساقط من المخطوطة.