على الوقوع باعتبار لفظه في (١) المضارع ؛ قال تعالى : (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسى وَمَنْ مَعَهُ) (الأعراف : ١٣١) بلفظ الماضي مع «إذا» في جواب الحسنة حيث أريد مطلق الحسنة ، لا نوع منها ، ولهذا عرّفت تعريف العهد ، ولم تنكّر كما نكّر المراد به نوع منها في قوله تعالى : (٢) [(وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِ اللهِ) (النساء : ٧٨) وكما نكّر الفعل حيث أريد به نوع في قوله تعالى] (٢) (وَلَئِنْ أَصابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللهِ) (النساء : ٧٣) وبلفظ المضارع مع «إنّ» [في] (٣) جانب السيئة وتنكيرها [١٣٤ / أ] بقصد النوع.
وقال تعالى : (وَإِذا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ) (الروم : ٣٦) لفظ الماضي مع «إذا» والمضارع مع «إن» إلا أنه نكّرت الرحمة ليطابق معنى الإذاقة بقصد نوع منها ، والسيئة بقصد النوع أيضا.
ومن ذلك قوله تعالى : (وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ) (الإسراء : ٦٧) أتى بإذا لمّا كان مسّ الضرّ لهم في البحر محققا ، بخلاف قوله تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَؤُسٌ قَنُوطٌ) (فصلت : ٤٩) فإنه لم يقيّد مسّ الشر هاهنا ؛ بل أطلقه.
وكذلك [قوله تعالى] (٤) : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ أَعْرَضَ وَنَأى بِجانِبِهِ وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ كانَ يَؤُساً) (الإسراء : ٨٣) فإن اليأس إنما حصل عند تحقق مسّ الضرّ (٥) له ، فكان الإتيان (٦) [بإذا] (٧) أدلّ على المقصود من «إن» بخلاف قوله [تعالى] (٧) (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ) (فصلت : ٥١) فإنه لقلّة صبره وضعف احتماله في موقع الشر أعرض ، والحال في الدعاء ، فإذا تحقق وقوعه كان يئوسا ، وأما قوله : (إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ) (النساء : ١٧٦) مع أن الهلاك محقق ، لكن جهل وقته ، فلذلك جيء «بإن» ومثله قوله [تعالى] (٨) : (أَفَإِنْ
__________________
(١) في المخطوطة (من).
(٢) ما بين الحاصرتين ليس من المخطوطة.
(٣) ساقطة من المخطوطة.
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) في المخطوطة (الشرّ).
(٦) في المخطوطة (الإثبات).
(٧) ليست في المخطوطة.
(٨) ليست في المخطوطة.