[الخامس] الأمر
حيث وقع في القرآن كان (١) بغير الحرف ، كقوله تعالى : (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ) (البقرة : ٤٣) (ادْخُلُوا مَساكِنَكُمْ) (النمل : ١٨) (اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ) (النساء : ٦٦) (كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ) (الأنعام : ١٤١).
وجاء بالحرف في مواضع يسيرة على قراءة بعضهم (٢) : فبذلك فلتفرحوا (يونس : ٥٨) (٣) [ووجهه أنه من باب حمل المخاطب على الغائب إلى الخطاب ، فكأنه لا غائب ولا حاضر ؛ وذلك لأن قوله تعالى : قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا (يونس : ٥٨)] (٣) فيه خطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم مع المؤمنين ، وخطاب الله تعالى مع النبيّ للمؤمنين كخطاب الله تعالى لهم ؛ فكأنهما اتحدا في الحكم ووجود الاستماع والاتباع ، فصار المؤمنون كأنهم مخاطبون في المعنى ، فأتى باللام كأنه يأمر قوما غيبا ، وبالتاء للخطاب كأنه يأمر حضورا.
ويؤيد (٤) هذا قوله تعالى في أول الآية : (يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ ...) الآية (يونس : ٥٧) فصار المؤمنون مخاطبين (٥) ، ثم قال لنبيّه صلىاللهعليهوسلم : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ) (يونس : ٥٨) ينبغي أن يكون فرحهم ، فصاروا مخاطبين من وجه دون وجه.
ونظيره : (حَتَّى إِذا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِمْ [بِرِيحٍ]) (٦) (يونس : ٢٢) إلا أن ذلك جعل في كلمتين وحالتين ؛ وهذا في كلمة واحدة. [وحالة واحدة] (٧) ومنها قوله تعالى : (اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) (الحشر : ١٨) ومنها قوله تعالى : (لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ) (الزخرف : ٧٧).
[السادس] النفي
هو شطر الكلام كله ، لأن الكلام إما إثبات أو نفي ، وفيه قواعد :
__________________
(١) في المخطوطة (إن كان).
(٢) وهي قراءة رويس ووافقه المطوّعي والحسن (إتحاف فضلاء البشر : ٢٥٢) وانظر المختصر في شواذ القراءات لابن خالويه : ٥٧.
(٣) ما بين الحاصرتين ليس في المخطوطة.
(٤) في المخطوطة (ويزيد).
(٥) تصحفت في المخطوطة إلى (مخاطبون).
(٦) ليست في المطبوعة.
(٧) ساقطة من المطبوعة.