* وكذلك لام التعريف (١) [٦٤ / ب] المدغمة في اللفظ في مثلها أو غيرها ، لما كانت للتعريف ـ وشأن المعرّف أن يكون أبين وأظهر ، لا أخفى وأستر ـ أظهرت في الخط ، ووصلت بالكلمة ، لأنّها صارت جزءا منها من حيث [هي] (٢) معرّفة [بها] (٢) ، هذا هو الأصل ، وقد حذف حيث يخفى معنى الكلمة [مثل] (٢) «الّيل» فإنه بمعنى مظلم لا يوضّح الأشياء بل يسترها ويخفيها ، وكونه واحدا إما للجزئيّ أو للجنس فأخفي حرف تعريفه في مثله ، فإن تعين للجزئيّ بالتأنيث رجع إلى الأصل. ومثل «الذي» و «التي» وتثنيتهما وجمعهما ؛ فإنه [مبهم] (٣) في المعنى والكمّ ، لأن أول حدّه للجزئي وللجنس (٤) للثلاث أو غيرها ؛ ففيه ظلمة الجهل كالليل. ومثل «الئي» (٥) في الإيجاب ، فإنّ لام التعريف دخلت على «لا» النافية وفيها ظلمة العدم كالليل ، ففي هذه الظلمات الثلاث يخفى حرف التعريف.
* وكذلك «الأيكة» (٦) نقلت حركة همزتها على لام التعريف وسقطت همزة الوصل لتحريك اللام ، وحذفت ألف عضد الهمزة ووصل اللام ، فاجتمعت الكلمتان ، فصارت «ليكة» علامة على اختصار وتلخيص وجمع في المعنى ؛ وذلك في حرفين : أحدهما في الشعراء (الآية : ١٧٦) جمع فيه قصّتهم مختصرة وموجزة في غاية البيان ، وجعلها جملة ؛ فهي آخر (٧) قصة في السورة بدليل قوله : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً) (الشعراء : ١٩٠) فأفردها ، والثاني في ص (الآية : ١٣) ، جمع الأمم فيها بألقابهم وجعلهم جهة واحدة ، هم آخر أمّة فيها ، ووصف الجملة ، قال تعالى : (أُولئِكَ الْأَحْزابُ) ، وليس الأحزاب وصفا لكل منهم ؛ بل هو وصف جميعهم.
وجاء بالانفصال على الأصل حرفان نظير هذين الحرفين : أحدهما في الحجر : (وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ) (الآية : ٧٨) أفردهم بالذكر والوصف. والثاني في ق : (وَأَصْحابُ الْأَيْكَةِ) (الآية : ١٤) ، جمعوا فيه مع غيرهم ، ثم حكم على كلّ منهم لا على
__________________
(١) انظر المقنع للداني ص ٦٧ باب ذكر ما حذفت منه إحدى اللامين في الرسم المعنى وما أثبت فيه على الأصل.
(٢) ساقط من المخطوطة.
(٣) ساقط من المخطوطة.
(٤) في المخطوطة زيادة لفظة : (وكثيرة للثلاث).
(٥) تصحّفت في المخطوطة إلى (إلا) والصواب ما أثبتناه كما في المقنع للداني ص ٦٧.
(٦) انظر المقنع ص ٢١ فصل ألف ليكة.
(٧) في المخطوطة (فهي أحسن).