الجملة ، قال تعالى : (كُلٌّ كَذَّبَ الرُّسُلَ) (الآية : ١٤) ، فحيث يعتبر فيهم التفضيل فصل لام التعريف ، وحيث يعتبر فيهم التوصيل وصل للتخفيف.
* وكذلك : لتّخذت عليه أجرا (الكهف : ٧٧) ، حذفت الألف ووصلت [اللام] (١) ؛ لأن العمل في الجدار قد حصل في الوجود ، فلزم عليه الأجر ، واتصل به حكما ، بخلاف : (لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلاً) (الإسراء : ٧٣) ليس فيه وصلة اللزوم.
فصل
في حروف متقاربة تختلف في اللفظ لاختلاف المعنى
مثل : (وَزادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ) (البقرة : ٢٤٧) ، (وَزادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَصْطَةً) (الأعراف : ٦٩) (٢) يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ (الرعد : ٢٦) ، (وَاللهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ) (البقرة : ٢٤٥) ، فبالسين السعة (٣) الجزئية كذلك علة التقييد ، وبالصاد السعة (٣) الكلية ؛ بدليل علوّ معنى الإطلاق ، وعلو الصاد مع الجهارة والإطباق. وكذلك : (فَأْتُوا بِسُورَةٍ) (البقرة : ٢٣) ، (فِي أَيِّ صُورَةٍ) (الانفطار : ٨) ، (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ) (الحديد : ١٣) ، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ) (يس : ٥١) ، فبالسين ما يحصر الشيء خارجا عنه ، وبالصاد ما تضمنه منه. وكذلك : (يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ) (هود : ٥) ، (وَكانُوا يُصِرُّونَ) (الواقعة : ٤٦) ، فبالسين من السر ، وبالصاد من التمادي. وكذلك : (يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ) (القمر : ٤٨) و (مِنَّا يُصْحَبُونَ) (الأنبياء : ٤٣) ، فبالسين من الجرّ ، وبالصاد من الصحبة.
وكذلك : (نَحْنُ قَسَمْنا [بَيْنَهُمْ]) (٤) (الزخرف : ٣٢) ، (وَكَمْ قَصَمْنا) (الأنبياء : ١١) ، بالسين تفريق الأرزاق والإنعام ، وبالصاد تفريق الإهلاك والإعدام. وكذلك : (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ* إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ) (القيامة : ٢٢ و ٢٣) بالضاد منعّمة بما تشتهيه الأنفس ، وبالظاء منعّمة بما تلذ الأعين. وهذا الباب كثير ، يكفي فيه اليسير.
__________________
(١) ساقط من المطبوعة.
(٢) في المخطوطة زيادة لفظة (إنه يبسط) وليست من القرآن.
(٣) تصحفت في المخطوطة إلى (السبعة).
(٤) ساقط من المخطوطة.