ولا يجاوزها إلى غيرها حتى يعرف معناها [٦٨ / أ] فإذا مرّ به آية رحمة وقف عندها (١) [وفرح بما وعده الله تعالى منها ، واستبشر إلى ذلك ، وسأل الله برحمته الجنة. وإن قرأ آية عذاب وقف عندها] (١) ، وتأمّل معناها ؛ [فإن] (٢) كانت في الكافرين (٣) اعترف بالإيمان فقال : آمنا بالله وحده ، وعرف موضع التخويف ، ثم سأل الله تعالى أن يعيذه من النار.
وإن هو (٣) مرّ بآية فيها نداء للذين آمنوا فقال : «يأيها الذين آمنوا» وقف عندها وقد كان بعضهم يقول : لبّيك ربّي وسعديك ، ويتأمّل ما بعدها مما أمر به ونهي (٤) عنه ؛ فيعتقد قبول ذلك. فإن كان من الأمر الذي قد قصّر عنه فيما مضى (٥) اعتذر عن فعله في ذلك الوقت (٥) ، واستغفر ربه في تقصيره ، وذلك مثل قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً) (التحريم : ٦).
وعلى كل أحد (٦) أن ينظر في أمر أهله في صلاتهم وصيامهم وأداء ما يلزمهم في طهاراتهم وجناياتهم ، وحيض النساء ونفاسهنّ. وعلى كلّ أحد أن يتفقد ذلك في (٧) أهله ، ويراعيهم بمسألتهم عن ذلك (٨) ، فمن كان منهم يحسن ذلك كانت مسألته تذكيرا له وتأكيدا لما في قلبه ، وإن كان لا يحسن كان ذلك تعليما له ، ثم هكذا يراعي صغار ولده ويعلّمهم إذا بلغوا سبعا أو ثماني سنين ، ويضربهم إذا بلغوا العشر على ترك ذلك ؛ فمن كان من الناس قد قصّر فيما مضى اعتقد قبوله (٩) والأخذ به فيما يستقبل (١٠) ، وإن كان يفعل ذلك وقد عرفه فإنه إذا مرّ به تأمله وتفهّمه.
وكذلك قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحاً) (التحريم : ٨) ، فإذا
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (للكافرين).
(٤) في المخطوطة (فإن مرّ).
(٥) في المخطوطة (أو نهي).
(٦) العبارة في المخطوطة (... اعتقد قبوله وإلا أخذ به ...)
(٧) في المخطوطة (حال).
(٨) في المخطوطة (من).
(٩) في المخطوطة (عنه).
(١٠) عبارة المخطوطة (وإلا أخذ به فيما يستقبله).